الحیاة الاجتماعیة للبشر فی الدنیا لا یمکن أن تنفصل عن القیادة أو أن تستغنی عنها، لأنَّ تحدید مسیر مجموعة معیّنة یحتاج دائماً إلى قیادة، وَعادةً لا یمکن سلوک طریق التکامل بدون وجود قیادة، وَهذا هو سر إرسال الأنبیاء وانتخاب الأوصیاء لهم.
وَفی علوم العقائد والکلام، یُستفاد أیضاً مِن (قاعدة اللطف) فی إثبات لزوم بعث الأنبیاء وَلزوم وجود الإمام فی کلّ زمان، وذلک لأهمّیة دور القائد فی تنظیم المجتمع، وَمنع الانحرافات، وَبنفس المقدار الذی یقوم بهِ القائد الإلهی والعالم والصالح بإیصال الإنسان إلى هدفه النهائی بشکل سهل وَسریع، فإنَّ التسلیم لقیادة أئمّة الکفر والضلال والإنقیاد لهم یؤدّیان بالإنسان إلى الهاویة والشقاء.
وَفی تفسیر هَذِهِ الآیة تتضمّن المصادر الإسلامیة أحادیث مُتعدِّدة توضّح مفهومهاتبیّن الغرض مِن الإمامة.
ففی حدیث تنقُلهُ الشیعة والسنة عن الإمام علی بن موسى الرّضا (علیه السلام) بأسناد صحیحة أنَّهُ نقل عن آبائه عن جدِّه رسول الله (صلى الله علیه وآله)، حول تفسیر هَذِهِ الآیة قوله (صلى الله علیه وآله): «یُدعى کل أناس بإمام زمانهم وَکتاب ربّهم وسنة نبیّهم». (1)
وَنقرأ عن الإمام جعفر بن محمّد الصادق (علیه السلام) قوله: «ألا تحمدون الله! إذا کان یوم القیامة فدعی کل قوم إلى من یتولونه وَدعینا إلى رسول الله وَفَزعتم إلینا فإلى أین ترون یذهب بکم؟ إلى الجنّة وَربّ الکعبة ـ قالها ثلاثاً». (2)