بأىّ شیء کرَّم الله الإنسان؟ الآیة تقول بشکل مجمل (وَلقد کرَّمنا بنی آدم ).

بین المفسّرین کلام کثیر عن مصداق هَذا التکریم، فالبعض یعزو السبب لقوّة العقل والمنطق والاستعدادات المختلفة وَحریة الإرادة، أمّا البعض الآخر فیعزو ذلک إلى الجسم المتّزن والجسد العمودی، والبعض یربط ذلک بالأصابع التی یستطیع الإنسان القیام بواسطتها بمختلف الأعمال الدقیقة، وأیضاً تمنحهُ القدرة على الکتابة.

والبعض یعتقد أنّ التکریم یعود إلى أنّ الإنسان هو الکائن الوحید الذی یأکل طعامه بیده.

وهناک مَن یقول: إنّ السبب یعود إلى سلطة الإنسان على جمیع الکائنات الأرضیة.

وهناک مِن المفسّرین من یعزو التکریم إلى قدرة الإنسان على معرفة الله، والقدرة أیضاً على إطاعة أوامره.

لکن مِن الواضح أنَّ جمیع هَذِهِ المواهب موجودة فی الإنسان وَلا یوجد تضاد بینها، لذا فإنَّ تکریم الخالق لِهَذا المخلوق الکریم یتجلَّى من خلال جمیع هَذِهِ المواهب وَغیرها.

خلاصة القول: إنَّ الإنسان لهُ إمتیازات کثیرة على باقی المخلوقات، وَهَذِهِ الإمتیازات الواحدة منها أعظم مِن الاُخرى; فمضافاً إلى الإمتیازات الجسمیة، فإنَّ روح الإنسان لها مجموعة واسعة مِن الاستعدادات والقدرات الکبیرة التی تؤهّلُهُ لطی مسیرة التکامل بشکل غیر محدود.