مکر إبلیس:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 7
سورة الإسراء / الآیة 61 ـ 65 1ـ فی معانی الکلمات

هَذِهِ الآیات تُشیر إلَى قضیة امتناع إبلیس عن إطاعة أمر الله فی السجود لآدم (علیه السلام)، والعاقبة السیئة التی انتهى إلیها.

إنّ طرح هَذِهِ القضیة بعد ما ذُکِرَ عن المشرکین المعاندین هو إشارة ـ فی الواقع ـ إلى أنَّ الشیطان یعتبر نموذجاً کاملا للإستکبار والکفر والعصیان. ثمّ انظروا إلى أین وَصلت عاقبته، لذا فإنَّ مَن یتبعهُ سیصیر إلى نفس العاقبة.

إضافة إلى ذلک، فإنَّ إصرار الضالّین عمیان القلوب على مخالفة الحق،  لا یعتبر مدعاةً للعجب والدهشة، لأنَّ الشیطان استطاع ـ وفقاً لما یُستفاد مِن هَذِهِ الآیات ـ أن یغویهم بواسطة عدَّة طرق، وَفی الواقع حقق فیهم قولته (لأغوینّهم أجمعین * إلاَّ عبادک مِنهم المخلصین ).(1)

الآیة تقول: (وإذ قُلنا للملائکة اسجدوا لآدم فسجدوا إلاَّ إبلیس ). لقد قُلنا سابقاً فی نهایة الآیات الخاصّة بخلق آدم (علیه السلام): إنَّ هَذِهِ السجدة التی أمر الله تعالى بها هی فی الحقیقة نوع مِن الخضوع والتواضع بسبب عظمة خلق آدم (علیه السلام) وَتمیّزه عن سائر الموجودات، أو هی سجود للخالق جلّ وعلا فی قبال خلقه لهَذا المخلوق المتمیز.

وقلنا هُناک أیضاً: إنَّ إبلیس وَبرغم ذکره هُنا ـ استثناءاًـ مَع الملائکة، إلاَّ أنَّهُ ـ بشهادة القرآن ـ لم یکن مِن الملائکة، بل کانَ مخلوقاً مادیاً ومِن الجن، وَقد أصبحَ فی صف الملائکة بسبب عبادته لله.

على کلّ حال، فقد سیطر الکبر والغرور على إبلیس وتحکّمت الأنانیة فی عقله، ظنّاً مِنهُ بأنَّ التراب والطین اللذان یعتبران مصدراً لکلّ الخیرات وَمنبعاً للحیاة أقل شأناً وأهمّیة من النّار، لذا اعترض على الخالق جلَّ وَعلا وَقال: (قالَ ءَأَسْجد لمن خلقت طین ).

وَلکنَّهُ عِندما طُرِدَ ـ إلى الأبد ـ مِن حضرة الساحة الإلهیّة بسبب استکباره وَطغیانه فی مقابل أمر الله له، قال: (قال أرأیتک هذا الذی کرّمت علىّ لئن أخّرتن إلى یوم القیامة لأحتنکنَّ ذرّیّته إلاَّ قلیل ).(2)

«أحتنکن» مشتقّة مِن «احتناک» وَهی تعنی قطع جذور شیء ما، لذا فعندما یأکل الجراد المزروعات تقول العرب: احتنکَ الجراد الزرع، لذا فإنَّ هذا القول یشیر إلى أنّ إبلیس سیحرف کلّ بنی آدم عن طریق الله وَطاعته، إلاَّ القلیل مِنهم. وَیحتمل أن تکون کلمة (احتنکن) مُشتقة مِن (حنک) وَهی المنطقة التی تحت البلعوم، فعندما یوضع الحبل فی رقبة الحیوان تقول العرب (احتنک الدابة)، وَفی الواقع، فإنَّ الشیطان یرید أن یقول بأنَّهُ سیضع حبل الوسوسة فی أعناق الناس وَیجرّهم إلى طریق الغوایة والضلال.

وهکذا کان، فقد أعطی الشیطان إمکانیة البقاء والفعّالیة حتى یتحقق الاختبار للجمیع، وَیکون وجوده سبباً لتمحیص واختبار المؤمنین الحقیقیین لأنّ الإنسان یشتدّ عزمه عِندما تهاجمهُ الحوادث وَیقوى عوده فی مُواجهة الأعداء، لذلک قالت الآیة: (قال اذهب فمن تبعک منهم فإنَّ جهنَّم جزاؤکم جزاءاً موفور ). وبهذه الوسیلة للاختبار ینکشف الفاشل مِن الناجح فی الامتحان الإلهی الکبیر.

ثمّ ذکرت الآیات بعد ذلک ـ باُسلوب جمیل ـ الطرق التی ینفذ مِنها الشیطان والأسالیب التی یستخدمها فی الوسوسة والإغواء فقالت:

(واستفزز من استطعت مِنهم بصوتک... ).

(وأجلب علیهم بخیلک ورجلک... ).

(وَشارکهم فی الأموال والأولاد... ).

(وَعدهم... ).

ثمّ یجیء التحذیر الإلهی: (وَما یعدهم الشیطان إلاَّ غروراً... ).

ثمّ اعلم أیّها الشیطان: (إنّ عبادی لَیس لک علیهم سلطان... ) (وَکفى بربّک وکیل ).


1. الحجر، 39 و40.
2. ذهب المفسّرون إلى أنَّ حرف «الکاف» فی کلمة (أرأیتک) زائد، أو هو حرف للخطاب وَقد جاء للتأکید، وَجملة (أرأیتک) بمعنى (أخبرنی) جوابها محذوف وَتقدیرها (أخبرنی عن هَذا الذی کرمته علیّ، لم کرمته علیّ وَقد خلقتنی مِن نار؟). وَلکن هُناک احتمال آخر، وَهو أنَّ (أرأیت) هی فی نفس معناها الأصلی وَلا یوجد محذوف فی الجملة، وَبشکل عام تعطی هذا المعنى: هل لاحظت هذا الموجود الذی فضلته علیّ، فإذا أبقیتنی على قید الحیاة سترى بأنّی سأضل أکثر أبنائه. (الاحتمال الثّانی أوفق فی ترکیب الآیة وَمعناها).
سورة الإسراء / الآیة 61 ـ 65 1ـ فی معانی الکلمات
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma