التّفسیر

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 7
سورة الإسراء / الآیة 58 ـ 60 1ـ رؤیا النّبی (صلى الله علیه وآله) والشّجرة الملعونة

بعد أنَّ تحدّثت الآیات السابقة مَع المشرکین فی قضایا التوحید والمعاد، تبدأ أوّل آیة من هَذِهِ الآیات بکلام على شکل نصیحة لِتوعیتهم، حیثُ تُجسّم هَذِهِ الآیة النهایة الفانیة لِهَذِهِ الدنیا أمام عقولهم حتى یعرفوا أنَّ هَذِهِ الدنیا دار زوال وأنَّ البقاء الأبدی فی مکان آخر، لذلک ما علیهم إلاَّ تهیئة أنفسهم لمواجهة نتائج أعمالهم، حیثُ تقول الآیة: (وإن من قریة إلاَّ نحنُ مهلکوها قبل یوم القیامة أو معذّبوها عذاباً شدید ).

فالطغاة والظالمون نبیدهم بواسطة العذاب، أمّا الآخرون فیهلکون بالموت أو الحوادث الطبیعیة.

وأخیراً، فإنَّ هَذِهِ الدنیا زائلة والکلّ یسلک طریق الفناء (کانَ ذلک فی الکتاب مسطور ). والکتاب هُنا هو نفس اللوح المحفوظ وَهو العلم اللامتناهی للخالق جلّوَعلا، وَمجموعة القوانین الإلهیّة التی لا یمکن التخلُّف عنها فی عالم الوجود هذا.

وَنظراً لِهَذا القانون الحتمی الذی لا یمکن تغییره یجب على المشرکین والظالمین والمنحرفین ـ من الآن ـ أن یحاسبوا أنفسهم لأنّهم حتى لو بقوا أحیاءً حتى نهایة هَذِهِ الدنیا، فإنَّ عاقبتهم ستکون الفناء ثمّ الحساب والجزاء.

وَهُنا قد یقول المشرکون: نحنُ لا مانع لدینا مِن الإیمان وَلکن بشرط أن یقوم الرّسول (صلى الله علیه وآله) بجمیع المعجزات التی نقترحها علیه، أی أن یستسلم لحججنا، القرآن یجیب أمثال هؤلاء بقوله تعالى: (وَما منعنا أن نرسل بالآیات إلاَّ أن کَذَّبَ بها الأوّلون ).

الآیة تشیر إلى أنَّ الله تبارک وتعالى أرسل معجزات کثیرة وَکافیة للدلالة على صدق الرّسول (صلى الله علیه وآله)، أمّا ما تقترحونه مِن معجزات فهی غیرمقبولة، لأنّکم بعد وقوعها وَمشاهدتها سوف لا تؤمنون، بدلیل أنَّ الأمم السابقة والتی کانت أوضاعها وَحالاتها مماثلة لأوضاعکم وَحالاتکم، اقترحت نفس الإقتراحات ثمّ لم تؤمن بعد ذلک.

تشیر الآیة بعد ذلک إلى نموذج واضح لِهَذَه الحالة فتقول: (وآتینا ثمود الناقة مُبصرةً ) لقد طلبَ قوم صالح الناقة فاخرجها الله لهم مِن الجبل، وأجیبت بذلک المعجزة التی طلبوها، وَقد کانت معجزة واضحة وَموضِّحة!

وَلکن بالرغم مِن کلّ ذلک (فظلموا به ).

وَعادة فإنَّه لیس مِن مُقتضیات البرنامج الإلهی أن یستجیب لأىّ معجزة یقترحها إنسان، أو ینصاع إلى تنفیذها الرّسول، وَلکنّ الهدف هو: (وَما نرسل بالآیات إلاَّ تخویف ). إنَّ أنبیاء الله لیسوا أفراداً خارقی العادة حتى یجلسوا وَینفّذوا أیَّ اقتراح یُقترح علیهم وإنّما مسؤولیتهم إبلاغ دعوة الله والتعلیم والتربیة وإقامة الحکومة العادلة، إلاَّ أنّهم یظهرون المعجزات مِن أجل إثبات علاقتهم بالخالق جلّوَعلا، وَبالقدر الذی یُناسب هَذا الإثبات لیسَ أکثر.

ثمّ یواسی الله تبارک وَتعالى نبیّه (صلى الله علیه وآله) فی مقابل عناد المشرکین وإلحاحهم بالباطل، إذ یبیّن لهُ أن لیس هَذا بالشیء الجدید: (وإذ قلنا لک إنَّ ربّک أحاط بالناس ). ففی قبال دعوة الأنبیاء (علیهم السلام) هناک دائماً مجموعة مؤمنة نظیفة القلب نقیّة السریرة، صافیة الفطرة، فی مقابل مجموعة اُخرى معاندة مُکابرة لجوجة تتحجج وَتجد لِنفسها المعاذیر فی معاداة الدعوات وإیذاء الأنبیاء، وَهکذا یتشابه الحال بین الأمس والیوم.

ثمّ یضیف تعالى: (وَما جعلنا الرؤیا التی أریناک إلاَّ فتنة للناس ) وامتحاناً لهم، وکذلک الشجرة الملعونة هی أیضاً امتحان وفتنة للناس: (والشجرة الملعونة فی القرآن ).

فیما یخص المقصود مِن (الرؤی) و(الشجرة الملعونة) فسنبحث ذلک فی مجموعة الملاحظات التی ستأتی بعد قلیل إن شاء الله.

وَفی الختام یأتی قوله تعالى: (وَنخوّفهم فما یزیدهم إلاَّ طغیاناً کبیر ). لماذا؟ لأنَّهُ ما دام قلب الإنسان غیر مستعد لقبول الحق والتسلیم له، فإنَّ الکلام لیسَ لا یؤثّر فیه وحسب، بل إنَّ لهُ آثاراً معکوسة، حیثُ یزید فی ضلال هؤلاء وَعِنادهم بسبب تعصّبهم وَمقاومتهم السلبیة وانغلاق نفوسهم عن الحق. (تأمَّل ذلک).

سورة الإسراء / الآیة 58 ـ 60 1ـ رؤیا النّبی (صلى الله علیه وآله) والشّجرة الملعونة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma