کیف یفرّون من الحق؟

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 7
سورة الإسراء / الآیة 41 ـ 44 دلیل التمانع:

کان الحدیث فی الآیات السابقة یتعلّق بقضیتی التوحید والشرک، لذا فإنَّ هَذهِ الآیات تتابع هذا الموضوع بوضوح وَقاطعیة أکبر، ففی البدایة تتحدث عن لجاجة بعض المشرکین وعنادهم فی قبال أدلة التوحید فتقول: (وَلَقد صرَّفنا فی هَذا القرآن لیذّکّروا وما یزیدهم إلاَّ نفور ).

«صرَّف» مُشتقّة مِن «تصریف» وتعنی التغییر والتحویل، وَکونها على وزن «تفعیل» یؤکّد معنى الکثرة، وبما أنّ القرآن یستخدم تعابیر متنوعة وَفنوناً کلامیة مُختلفة مِن أجل تنبیه المشرکین، إذ یستخدم الاستدلال العقلی المنطقی والفطری أو التهدید والترغیب، لذا فإنَّ کلمة «صرَّفنا» تناسب هذا التنوّع فی هَذا المقام.

القرآن الکریم یرید أن یقول: إنّنا سلکنا مُختلف الطرق، وَفتحنا مُختلف الأبواب مِن أجل أن ننیر قلوب هؤلاء العمیان بضیاء التوحید، ولکن مجموعة مِن هَؤلاء وصل بهم التعصب والعناد واللجاجة إلى درجة أنَّ کل هَذِهِ الوسائل لم تؤثّر فی جذبهم إلى الحقیقة، بل إنّها زادت فی ابتعادهم ونفورهم.

سؤال: وَهُنا قد یطرح هَذا السؤال: إذاً ما الفائدة مِن ذکر کلّ ذلک، إذا کانت النتائج معکوسة؟

والجواب: إنَّ جواب هَذا السؤال واضح، إذ أنَّ القرآن لم ینزل لفرد أو لمجموعة خاصّة، وَلکنَّه للمجتمع کافّة، وَطبیعی أنّ جمیع الناس لیسوا على منوال المعاندین، إذ هُناک الکثیر ممن یتّبع طریق الحق إذا استبانت له أدلته کما فی هَذا النوع مِن الأدلّة القرآنیة، بالرغم من أنّها تؤدّی بمجموعة اُخرى مِن فاقدی بصیرة القلب إلى المزید مِن العناد.

إضافة إلى أنَّ وجود هؤلاء المعاندین مفید للمجموعة الاُخرى التی تقبل الحق وتَنصاع إلیه، إذ یستبین المؤمن طریقه مِن خلال النظر إلى سلوک المعاندین، إذ إنّ تقابل الظّلمة والنّور یوضّح قیمة النور أکثر (الأشیاء تعرفُ بأضدادها) کما أنّ تعلّم الأخلاق والآداب یمکن أن یتمّ ـ أحیاناً ـ بتوسط عدیمی الأدب والخلق.

وهَذا فی الواقع درسٌ مفید فی القضایا التربویة والتبلیغیة، إذ یُمکن أن نستفید مِن هَذِهِ الآیة ضرورة سلوک طرق مُختلفة وَوسائل مُتعدِّدة لتحقیق الأهداف التربویة المنشودة، حیث إنَّ الإقتصار على طریق واحد یُخالف التنوّع الکبیر فی أذواق الناس وَمؤهّلاتهم، وَبالتالی یُجافی الطریق الصحیح الذی ینبغی أن یُتَّبع.

سورة الإسراء / الآیة 41 ـ 44 دلیل التمانع:
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma