بنات اللّه!!

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 7
ثالثاً: لا تکن مشرکاً سورة الإسراء / الآیة 41 ـ 44

آخر آیة ـ من الآیات التی نبحثها ـ تشیر إلى واحدة مِن الأفکار الخرافیة للمشرکین، إذ الکثیر مِنهم کان یعتقد بأنَّ الملائکة هم بنات اللّه، فی حین أنّهم کانوا یعتبرون البنت عاراً وشناراً، وولادتها فی بیت یؤدّی إلى سوء الحظ. القرآن یُسایر هذا المنطق فیقول لهم: (أفأصفاکم ربّکم بالبنین واتّخذ مِن الملائکة إِناث ).

إنَّ البنات ـ بدون شک ـ کالبنین، هم عطایا الإله ومواهبه، ولا یوجد أىّ تفاوت بینهم فی القیمة الإنسانیة. وعادة لا یمکن الحفاظ على الأصل البشری من دونهما معاً، لذلک فإنّ تحقیر البنات تعتبر عادة جاهلیة کانت تعیشها تلک المجتمعات، کما أشرنا إلى ذلک سابق(1) . ولکن هدف القرآن هو مقابلتهم بمنطقهم فیقول لهم: کیف تنسبون لربّکم ما تحسبوه عاراً لکم؟!

بعد ذلک یقول القرآن بأسلوب قاطع: (إنّکم لتقولون قولا عظیم ) إذ هذا الکلام لا یتلاءم مع أىّ مَنطق ویعتبر ضعیفاً مِن عدّة جهات، هی:

إنَّ الإعتقاد بوجود ابن لله یعتبر إهانة عظیمة لمحضره المقدّس، لأنَّهُ سبحانه وتعالى لیس بجسم، ولیست فیه الصفات الجسمانیة، ولا یحتاج فی بقائه إلى النسل. لذا فالإعتقاد بهذا الأمر یدل على عدم المعرفة بالصفات الإلهیّة.

کیف تعتقدون بأنَّ أولاد اللّه کُلّهم بنات، فی حین أنّکم ترون البنات أدنى مکانة واحتراماً مِن الأولاد؟ هذا الإعتقاد السفیة یعتبر إهانة اُخرى إلى مقام اللّه تبارک وتعالى.

هذا الإعتقاد یعتبر إهانة لمقام ملائکة اللّه الذین یعتبرون مِن المقرّبین للعرش، فأنتم تصابون بالرعب بمجرّد سماع کلمة «بنت»، فی حین تعتبرون هؤلاء المقرّبین مِن العرش إناثاً؟!

من الإلتفات إلى هذه الاُمور یتّضح أنَّ هذا الکلام یُعتبر انحرافاً عظیماً وکبیراً... إنّه کبیر من حیث الإنحراف عن الحقائق وکبیر من حیث استحقاق صاحبه العقاب العظیم، وهو أیضاً کبیر قیاساً لأعراف أهل الجاهلیة وعاداتهم، هذه العادات التی کانت تقوم على أساس تحقیر البنات.

أمّا لماذا یعتبر مشرکوا العرب الملائکة إناثاً؟ ولماذا کانَ عرب الجاهلیة یئدون البنات أحیاءاً ویفزعون مِن مجرّد ذکرهن؟... ثمّ دور الإسلام فی إعادة بناء موقع المرأة داخل مجتمعهم، کلّ هذه الاُمور بحثناها مفصّلا أثناء الحدیث عن الآیات 57 ـ 59 مِن سورة النحل. وننصح هُنا بالعودة لها مجدّداً.


1. انظر تفسیر الآیتین 58 و 59 مِن سورة النحل فی هذا التّفسیر.
ثالثاً: لا تکن مشرکاً سورة الإسراء / الآیة 41 ـ 44
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma