درس فی استقرار النظام الاجتماعی:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 7
أوّلاً: الالتزام والدقة فی العمل: الأوهام وسبل مکافحتها:

الآیة المذکورة آنفاً تشیر الى أحد المبادی والاُصول المهمّة فی الحیاة الاجتماعیة الذی لو طبّق فی المجتمع البشری بشکل دقیق لأمکن إجتثاث جذور الفساد من الشایعات والأحکام القضائیة المتسرّعة والظنون العائمة والأکاذیب وأمثال ذلک، وفی غیر هذه الصورة فإنَّ حالة من الفوضى ستضرب العلاقات الاجتماعیة، إذ سوف لا یبقى أىّ شخص بمنأى عن الشک والریبة، وبمأمن عن سوء الظن وستنعدم الثقة بین الأفراد، وتکون مکانة الفرد فی المجتمع فی خطر دائم.

لذلک نرى الآیات والأحادیث الإسلامیة تؤکّد بکثرة على هذه الفکرة، ومن ذلک:

* الآیة 36 من سورة یونس تنتقد بشدّة الأفراد الذین یتبعون الظن ویجعلونه مقیاساً لقناعاتهم (وما یتبع أکثرهم إِلاّ ظنّاً إِنَّ الظّنّ لا یغنى مِن الحقّ شیئ ).

* أمّا الآیة 23 من النجم، فإنّها اعتبرت الظن فی مرتبة إتباع هوى النفس (إِن یتّبعون إلاّ الظّنّ وما تهوى الأنفس ).

* وفی حدیث عن الإمام الصادق (علیه السلام) نقرأ: «إنّ مِن حقیقة الإیمان أن لا یجوز مَنطقک علمک» (1) .

* وفی حدیث عن الإمام موسى بن جعفر (علیه السلام) نقل عن آبائه (علیهم السلام)، قوله: «لیس لک أن تتکلم بما شئت، لأنَّ اللّه عزَّوجلَّ یقول: (ولا تقف ما لیس لک به علم )» (2) .

* وعن الرّسول (صلى الله علیه وآله) قال: «إیّاکم والظن فإنَّ الظن أکذب الکذب» (3) .

* وفی مَن لا یحضره الفقیه: «قال رجل للصادق (علیه السلام): إنَّ لی جیراناً ولهم جوار یتغنین ویضربن بالعود، فربما دخلت المخرج فأطیل الجلوس استماعاً مِنّی لهن؟ قال لهُ الصادق (علیه السلام): «تالله أنت! أما سمعت اللّه یقول: (إنَّ السمع والبصر والفؤاد کلَّ اُولئک کانَ عنه مسؤول ) فقال الرجل: کأنّی لم أسمع بهذه الآیة مِن کتاب اللّه عزَّوجلّ مِن عربی ولا عجمی، ولا جرم أنّی قد ترکتها وأنا أستغفر اللّه تعالى»(4) .

وفی بعض المصادر الحدیثیة نقرأ أنَّ الإمام الصادق (علیه السلام) أمر الرجل أن ینهض ویغتسل غسل التوبة، وأن یصلّی ما استطاع، لأنَّهُ قد إرتکب عملا سیّئاً بحث لو مات حینها لکان مصیره مؤلماً.

من خلال مجموع هذه الآیات والرّوایات تتّضح مدى المسؤولیة التی تقع على العین والأذن، وکیف أنَّ الإسلام ینهى عن أن یقول الإنسان ما لم یسمع، أو ما لا یقوم على العلم، أو یتحدّث عن أشیاء لم یَرها، إذ العلم وحده هو المیزان دون إتّباع الظن والوهم والحدس أو الإعتماد على الشک والإشاعة، لأنَّ سبیل الإعتماد على هذه المصادر یؤدّی إلى آثار خطرة على حیاة الفرد والمجتمع، هذه الآثار یمکن أن نلخّصها کما یلی:

إنَّ إعتماد ما هو دون العلم، یؤدّی إلى هضم حقوق الأفراد وإعطاء الحق لغیر صاحبه.

الإعتماد على الظن وما شابهه یؤدّی إِلى تعریض کرامة الإنسان المؤمن للخطر، ویقلِّل أیضاً مِن حماس واندفاع المخلصین.

إعتماد ما هو دون العلم، یؤدّی إلى انتشار الشائعات.

إعتماد الظن وغیره یقضی على ملاکات الدقّة والبحث والتحقیق عند الإنسان ویجعلهُ ساذجاً سریع التصدیق.

إنَّ الإعتماد على غیر العلم ینقض العلائق الودّیة الحمیمة القائمة بین الناس فی البیت والسوق ومحل العمل، ویجعل بعضهم یسیء الظن بالبعض الآخر.

إعتماد غیر العلم یُفسد فی الإنسان قابلیة الإستقلال الفکری ویجعله عرضة للأفکار الفاسدة.

إنَّ إعتماد غیر العلم یکون قاعدة للتعجُّل فی انتخاب الأشیاء والحکم على الأشخاص ممّا یُسبِّب الندامة والفشل فیما بعد.


1. وسائل الشیعة، ج 18، ص 16.
2. المصدر السابق، ص 17.
3. المصدر السابق، ص 38.
4. تفسیر نورالثقلین، ج 3، ص 164.
أوّلاً: الالتزام والدقة فی العمل: الأوهام وسبل مکافحتها:
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma