الأهمیة الإستثنائیة لاحترام الوالدین:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 7
أحکام إسلامیة مهمّة: 1ـ إحترام الوالدین فی المنطق الإسلامی

إنَّ الآیتین السابقتین توضّحان جانباً من التعامل الأخلاقی الدقیق، والإحترام الذی ینبغی أن یؤدّیه الأبناء للوالدین:

من جانب أشارت الآیة إلى فترة الشیخوخة، وحاجة الوالدین فی هذه الفترة إلى المحبّة والإحترام أکثر مِن أىّ فترة سابقة، إذ الآیة تقول: (إمّا یبلغنّ عندک الکبر أحدهما أو کلاهما فلا تقل لهما أفّ ). مِن الممکن أن یصل الوالدان إلى مرحلة یکونان فیها غیر قادرین على الحرکة دون مساعدة الآخرین، وقد لا یستطیعان بسبب الکهولة رفع الخبائث عنهما، وهنا یبدأ الاختبار العظیم للأبناء، فهل یعتبرون وجود مِثل هذین الوالدین دلیل الرحمة، أو أنّهم یحسبون ذلک بلاءاً ومصیبةً وعذاباً... هل عندهم الصبر الکافی لاحترام مثل هؤلاء الآباء والأمهات، أم أنّهم یوجّهون الإهانات ویسیئون الأدب لهم; ویتمنّون موتهم؟!

مِن جانب آخر... تقول الآیة: (فلا تقل لهما أفّ ) بمعنى لا تظهر عدم ارتیاحک أو تنفّرک مِنهم (ولا تنهرهم ) ثمّ تؤکّد مرّة اُخرى على ضرورة التحدّث معهم بالقول الکریم، إذ اللسان مفتاح القلب (وقل لهما قولا کریم ).

مِن جانب ثالث تأمر الآیة بالتواضع لهم، هذا التواضع الذی یکون علامة المحبّة، ودلیل الودّ لهم: (واخفض لهما جناح الذّلّ مِن الرحمة ).

أخیراً تنتهی الآیات، إلى توجیه الإنسان نحو الدعاء لوالدَیْه وذکرهم بالخیر سواء کانا أمواتاً أم أحیاء، وطلب الرحمة الرّبانیة لهما جزاء لما قاما به مِن تربیة (وقل ربّ ارحمهما کما ربّیانی صغیر ).

إضافة إلى ما ذکرناه، فثمّة ملاحظة لطیفة اُخرى یطویها التعبیر القرآنی، هذه الملاحظة خطاب للإنسان یقول: إذ أصبح والداک مُسِنیَّن وضعیفین وکهلین لا یستطیعان الحرکة أو رفع الخبائث عنهما، فلا تنس أنّک عندما کُنت صغیراً کُنت على هذه الشاکلة أیضاً، ولکن والدیک لم یقصّرا فی مداراتک والعنایة بک، لذا فلا تقصِّر أنت فی مداراتهم ومحبّتهم.

وقد تحدث من قبل بعض الأبناء انحرافات فیما یتعلق بحقوق الوالدین واحترامهم والتواضع لهم، وقد یصدر هذا العقوق عن جهل فی بعض الأحیان، وعن قصد وعلم فی أحیان اُخرى، لذا فإنَّ الآیة الأخیرة فی بحثنا هذا تشیر إلى هذا المعنى بالقول: (ربّکم أعلم بما فی نفوسکم ). وهذه إشارة إلى أنَّ علم اللّه ثابت وَأزلی وأبدی وبعید عن الإشتباهات، بینما علمکم أیّها الناس لا یحمل هذه الصفات! لذلک فإذا طغى الإنسان وعصى أوامر خالقه فی مجال احترام الوالدین والإحسان إلیهم، ولکن بدون قصد وعن جهل، ثمّ تابَ بعد ذلک وأناب، وندم على ما فعل وأصلح، فإنَّهُ سیکون مشمولا لعفو اللّه تعالى: (إن تکونوا صالحین فإنَّهُ کانَ للأوّابین غفور ) .

«أوّاب» مُشتقة مِن «أوب» على وزن «قوم» وهی تعنی الرجوع مع الإرادة، فی حین أنّ کلمة «رجع» تقال للرجوع مع الإرادة أو بدونها، لهذا السبب یقال للتوبة «أوبة» لأنَّ حقیقة التوبة تنطوی على الرجوع عن الأمر (المنکر)، إلى اللّه، مع الإرادة.

وبما أنَّ کلمة «أوّاب» هی صیغة مبالغة، لذا فإنّها تقال للأشخاص الذین کلّما أذنبوا رجعوا إلى خالقهم. وقد تکون صیغة المبالغة فی «أوّاب» هی إشارة إلى تعدُّد عوامل العودة والرجوع إلى اللّه. فالإیمان بالله أوّلاً; والتفکیر بحکمة یوم الجزاء والقیامة ثانیاً; والضمیر الحی ثالثاً; والتفکیر بعواقب ونتائج الذنوب رابعاً، کلّ هذه العوامل تعمل سویّةً لأجل عودة الإنسان مِن طریق الإنحراف، نحو اللّه.

أحکام إسلامیة مهمّة: 1ـ إحترام الوالدین فی المنطق الإسلامی
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma