أحکام إسلامیة مهمّة:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 7
سورة الإسراء / الآیة 22 ـ 25 الأهمیة الإستثنائیة لاحترام الوالدین:

الآیات التی نحنُ بصدد بحثها هی بدایة لسلسلة مِن الأحکام الإسلامیة الأساسیة، والتی تبدأ بالدعوة إلى التوحید والإیمان; التوحید الذی یعتبر الأساس والأصل لکلّ النشاطات الإیمانیة، والأعمال الحسنة والبنّاءة. والآیات عندما تنحو هذا المنحى فهی بذلک تتصل مع مضمون البحث فی الآیات السابقة، التی کانت تتحدث عن الناس السُعداء الذین أقاموا حیاتهم على دعائم ثلاث هی: الإیمان، السعی والعمل ووضع الآخرة ومنازلها نصب أعینهم.

وتعتبر هذه الآیات ـ أیضاً ـ تأکیداً ثانیاً لدعوة القرآن إلى أفضل السبل وأکثرها إستقامة. فی البدایة تبدأ هذه الآیات بالتوحید وتقول: (لا تجعل مع اللّه إلهاً آخر ) إنّها لم تقل: لا تعبد مع اللّه إلهاً آخر، بل تقول: (لا تجعل ) هذا اللفظ أشمل وأوسع، إذ هو یعنی: لا تجعل معبوداً آخر مع اللّه لا فی العقیدة، ولا فی العمل، ولا فی الدعاء، ولا فی العبودیة. بعد ذلک توضّح الآیة النتیجة القاتلة للشرک: (فتقعد مذموماً مخذول ).

إنَّ استعمال کلمة «القعود» تدل على الضعف والعجز، فمثلا یقال: قَعَدَ به الضعف عن القتال. وَمِن هذا التعبیر یُمکن أن نستفید أنَّ للشرک ثلاثة آثار سیّئة جدّاً فی وجود الإنسان، هی:

الشرک یؤدّی إلى الضعف والعجز والذّلة، فی حین أنَّ التوحید هو أساس الحرکة والنهوض والرفعة.

الشرک موجب للذم واللوم، لأنَّهُ خط انحرافی واضح فی قبال منطق العقل، ویعتبر کفراً واضحاً بالنعم الإلهیّة، لذا فالشخص الذی یسمح لنفسه بهذا الانحراف یستحق الذم.

الشرک یکون سبباً فی أن یترک اللّه سبحانه وتعالى الإنسان إلى الأشیاء التی یعبدها، ویمنع عنهُ حمایته، وبما أنَّ هذه المعبودات المختلفة والمصطنعة لا تملک حمایة أىّ إنسان أو دفع الضرر عنه، ولأنَّ اللّه لا یحمی مثل هؤلاء، لذا فإنّهم یصبحون «مخذولین» أی بدون ناصر ومعین.

إنَّ هذا المعنى یتّضح بشکل آخر فی آیات قرآنیة اُخرى، إذ نقرأ مثلا فی الآیة 41 من سورة العنکبوت: (مثل الذین اتّخذوا مِن دون اللّه أولیاء کمثل العنکبوت اتّخذت بیتاً وإنَّ أوهن البیوت لبیت العنکبوت لو کانوا یعلمون ).

بعد تبیان هذا الأصل التوحیدی، تشیر الآیات إلى واحدة مِن أهم توجیهات الأنبیاء (علیهم السلام) للإنسان، فالآیة ـ بعد أن تؤکّد مرّة اُخرى على التوحید ـ تقول: (وقضى ربّک ألاّ تعبدوا إلاّ إیّاه وبالوالدین إحسان ).

کلمة «قضاء» لها مفهوم توکیدی أکثر مِن کلمة «أمر» وهی تعنی القرار والأمر المحکم الذی لا نقاش فیه، وهذا أوّل تأکید فی هذه القضیة. أمّا التأکید الثّانی الذی یدل على أهمیة هذا القانون الإسلامی، فهو ربط التوحید الذی یعتبر أهم أصل إسلامی، مع الإحسان إلى الوالدین.

أمّا التأکیدان الثّالث والرّابع فهما یتمثلان فی معنى الإطلاق الذی تفیده کلمة «إحسان» والتی تشمل کلّ أنواع الإحسان. وکذلک معنى الإطلاق الذی تفیده کلمة «والدین» إذ هی تشمل الأم والأب، سواء کانا مُسلِمَینْ أم کافِرَیْن.

أمّا التأکید الخامس فهو یتمثل بمجیء کلمة «إحساناً» نکرة، لتأکید أهمّیتها وعظمته(1) .

ومِن الضروری الإنتباه إلى هذه الملاحظة; وهی أنَّ الأمر عادةً ما ینصبّ على الاُمور الإیجابیة، بینما جاءَ هنا فی مفاد السلب والنفی (وقضى... ألاّ تعبدوا...) فما هو یا ترى سبب ذلک؟

من الممکن أن نقول: إنَّ جملة (وقضى... ) تتضمن جملة إیجابیة، تقدیراً یمکن أن نقدّرها بالقول: وقضى ربّک أن تعبده، ولا تعبد أىّ شیء سواه. أو من الممکن أن تکون جملة (ألا تعبد إلاّ إیاه ) التی تتضمّن «النفی والإثبات» جملة إیجابیة واحدة، إذ هی تحصر العبادة باللّه دون غیره ثمّ تنتقل إلى أحد مصادیق هذه العبادة متمثلا بالإحسان إلى الوالدین فتقول: (إمّا یبلغنّ عندک الکبر أحدهما أو کلاهم ) بحیث یحتاجان الى الرعایة والإهتمام الدائم، فلا تبخل علیهما بأىّ شکل من إشکال المحبّة واللطف ولا تؤذیهما أو تجرح عواطفهما بأقل إهانة حتى بکلمة «اُف»: (فلا تقل لهما أفّ ولا تنهر هم ) (2) بل: (وقل لهما قولا کریم ) وکن أمامهما فی غایة التواضع (وأخفض لهما جناح الذّلّ مِن الرحمة وقل ربّ ارحمهما کما ربّیانی صغیر ).


1. یعتقد البعض أنَّ کلمة «إحسان» تتعدى غالباً بـ «إلى» مثل قولنا «أحسن إلیه». وفی بعض الأحیان قد تتعدى بالباء. وقد یکون هذا التعبیر لإظهار المباشرة، أی إظهار المحبّة والإحترام مباشرة وبدون أی واسطة. وهذا فی الواقع تأکید سادس فی هذه القضیة.
2. هناک قولان حول «إما» فی جملة (إما یبلغنّ) فالفخر الرازی فی تفسیره یذهب إلى أنّها مرکّبة من «إن» الشرطیة و«ما» الشرطیة، وهی بذلک تفید التأکید. أما البعض الآخر کصاحب «المیزان» مثلا، فیرى أنّها مرکبة من «إن» الشرطیة و«ما» الزائدة، التی جاءت هنا لتسمح لـ «إن» الشرطیة بالدخول على الفعل المؤکّد بنون التوکید.
سورة الإسراء / الآیة 22 ـ 25 الأهمیة الإستثنائیة لاحترام الوالدین:
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma