2 ـ تحمّل الإنسان لتبعات أعماله

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 7
1ـ الإفسادان التأریخیان لبنی إسرائیل 3ـ تطبیق الآیات على أحداث التاریخ الإسلامی

الآیات الآنفة تشیر إلى قاعدة مهمّة، وهی أنَّ أعمال الإنسان سواء کانت حسنة أم قبیحة فإنَّ مردودها یعود إلیه. صحیح أنَّ الآیات تتحدَّث عن بنی إسرائیل، ولکنّ القاعدة مِن الشمول والعموم بحیث تشمل کافة البشر على مرّ التاریخ(1) .

إنَّ الحیاة والتاریخ یعکسان لنا الکثیر من تلک النماذج التی أسست أعمالا وسنناً سیّئة، وسنّت قوانین ظالمة ومُبتدعة، ولکنّها فی النهایة، کانت ضحیّة ما سنَّت وابتدعت وأسست، وکانت نهایتها ونهایة مَن یلوذ بها الوقوع فی نفس الحفرة التی حفرتها للآخرین، وبذلک نالت جزاءها بما اقترفت أیدیها. إنَّ خصوصیة هذا الأمر تتّضح أکثر بالنسبة لأعمال الفساد وعلى الأخص العلو والإستکبار، فإنّ الإنسان لابدَّ وأن یذوق فی هذه الدنیا جزاء ما اقترف مِن أسباب العلو والإستکبار والإفساد.

ولهذا السبب بالذات رأینا أنّ بنی إسرائیل لاقوا جزاءهم السریع فی الدنیا، من دون أن یعنی ذلک انتفاء العقاب الأخروی إذ عاشوا طویلا واقع الشتات والتشرُّدْ، وذاقوا الکثیر من السوء والمصائب. إنّنا الیوم نعیش مظاهر من فساد بنی إسرائیل وعلوّهم وطغیانهم، فهم قد اغتصبوا أرض الآخرین وطردوهم مِنها، وأذاقوا أهلها ألوان القتل والبطش والإرهاب، وروّعوا الأبناء وسبوا النساء، بل لم یحترموا حتى بیوت اللّه فی بیت المقدس!

إنَّ هؤلاء یتعاملون مع العالم بدون رعایة أی شکل مِن أشکال القانون أو الضوابط والمعاییر الدولیة، فإذا قامَ ـ مثلا ـ فدائی فلسطینی بإطلاق رصاصة علیهم، فإنّهم بدلا عنها یقومون بقصف وتخریب المخیمات السکنیة للاّجئین، ومدارس الأطفال، والمستشفیات. وهم فی مقابل خسارتهم لقتیل واحد، یقومون بحصد المئات من الأنفس البریئة ویفجّرون عدداً کبیراً مِن البیوت.

إنَّ هؤلاء یتجاهرون بعدم التزامهم، بل بعدائهم لکلّ قرارات المنظّمات الدولیة، والکلّ یعرف أنّ جرأتهم فی مُواجهة العالم إنّما کانت وما زالت مستمدة مِن دعم القوى الاستعماریة الدولیة لهم ـ وفی الطلیعة منها أمریکا ـ من دون أن یعنی دعم هذه القوى لهم تبریراً لما یمتازون هم بهِ مِن خصائص انحرافیة ذاتیة فی الفکر والأخلاق، وإستعداد قَبْلی للعلوّ والطغیان والفساد.

إنّهم بعلوّهم وفسادهم علیهم أن ینتظروا أولئک الذین وصفهم القرآن بقوله: (عباداً لنا أولی بأس شدید ) حیث ینالون جزاءهم، وهو وعد الهی قاطع فی قرآنه الکریم.


1. نقرأ فی الآیة: (إن أحسنتم أحسنتم لأنفسکم وإن أسأتم فله) بینما کان ینبغی أن یکون التعبیر «علیها» لأنَّ الإساءة لا تکون فی فائدة ونفع الإنسان بل هی فی ضرره! إنَّ السبب فی ذلک یعود إلى ضرورات التنسیق بین قسمی الجملة، أو قد یکون ذلک بسبب أنّ اللام هنا استخدمت بمعنى التخصیص لا بمعنى النفع والضرر. بعض المفسّرین احتمل أیضاً أن تکون اللام بمعنى «إلى».
1ـ الإفسادان التأریخیان لبنی إسرائیل 3ـ تطبیق الآیات على أحداث التاریخ الإسلامی
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma