المعراج فی القرآن والحدیث:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 7
المعراج: هل کان المعراج جسدیاً أم روحیاً؟

فی کتاب اللّه سورتان تتحدثان عن المعراج:

السورة الاُولى هی سورة «الإسراء» التی نحنُ الآن بصددها، وقد أشارت إلى القسم الأوّل مِن سفر الرّسول (صلى الله علیه وآله) (أی أشارت لإسراءه (صلى الله علیه وآله) مِن المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى) وقد اُستتبع الإسراء بالمعراج.

السورة الثّانیة التی أشارت للمعراج هی سورة «النجم» التی تحدثت عنهُ فی ستِ آیات هی: (ولقد رآه نزلة اُخرى * عند سدرة المُنتهى * عِندها جنّة المأوى * إذ یغشى السدرة ما یغشى * ما زاغَ البصر وما طغى * لقد رأى من آیات ربّه الکبرى ).(1)

هذه الآیات تفید حسب أقوال المفسّرین أنَّ الإسراء والمعراج تحققا فی حالة الیقظة، وإنّ قوله تعالى: (ما زاغَ البصر وما طغى ) هو إثبات آخر لصحة هذا القول.

فی الکتب الإسلامیة المعروفة هُناک عدد کبیر جدّاً مِن الأحادیث والرّوایات التی جاءت حول قضیة المعراج، حتى أنَّ الکثیر من علماء الإسلام یذهب إلى «تواتر» حدیث المعراج أو اشتهاره، وعلى سبیل المثال نعرض النماذج الآتیة:

یقول الشیخ «الطوسی» فی تفسیر (التبیان) ما نصَّهُ: «إنَّهُ عرج به فی تلک اللیلة إلى السماوات حتى بلغ سدرة المنتهى فی السماء السابعة، وأراه اللّه مِن آیات السماوات والأرض ما إزداد به معرفة ویقیناً، وکان ذلک فی یقظته (صلى الله علیه وآله) دون منامه»(2) .

أمّا العلاّمة «الطبرسی» فی تفسیره المعروف «مجمع البیان» فیقول: «وما قالهُ بعضهم أنَّ ذلک کانَ فی النوم فظاهر البطلان إذ لا معجز یکون فیه ولا برهان، وقد وردت روایات کثیرة فی قصّة المعراج، فی عروج نبیّن (صلى الله علیه وآله) إلى السماء، ورواها کثیر من الصحابة... ]إذ أنَّهُ (صلى الله علیه وآله)[ صلّى المغرب فی المسجد الحرام ثمّ أسری به فی لیلته ثمّ رجع فصلى الصبح فی المسجد الحرام. وقال الأکثرون وهو الظاهر مِن مذاهب أصحابنا والمشهور فی أخبارهم، أنَّ اللّه تعالى صعد بجسمه إلى السماء حیّاً سلیماً حتى رأى ما رأى مِن ملکوت السماوات بعینه، ولم یکن ذلک فی المنام»(3) .

أمّا العلاّمة «المجلسی» فیقول فی (بحار الأنوار) ما نصّه: «إعلم أنَّ عروجه (صلى الله علیه وآله) إلى بیت المقدس ثمّ إلى السماء فی لیلة واحدة بجسده الشریف، ممّا دَلَّت علیه الآیات والأخبار المتواترة مِن طرق الخاصّة والعامّة، وإنکار أمثال ذلک أو تأویلها بالعروج الروحانی أو بکونه فی المنام ینشأ إمّا مِن قلَّة التتبع فی آثار الأئمّة الطاهرین أو مِن ضعف الیقین»(4) .

ثمّ یردف العلاّمة المجلسی قائلا: «لو أردت استیفاء الأخبار الواردة فی هذا الباب لصار مجلداً کبیراً»(5) .

ومِن علماء السنّة قام منصور علی ناصف الأزهری المعاصر بجمع أحادیث المعراج فی کتابه المعروف باسم «التاج».

أمّا الفخر الرازی ـ المفسّر الإسلامی المعروف ـ فیقول بعد ذکره لسلسلة مِن الاستدلالات على إمکان الوقوع العقلی للمعراج، ما یلی: «مِن وُجهة نظر الحدیث تعتبر أحادیث المعراج من الرّوایات المشهورة فی صحاح أهل السنّة، ومفاد هذه الأحادیث إسراء الرّسول (صلى الله علیه وآله) مِن مکّة إلى بیت المقدس، وعروجه مِن بیت المقدس إلى السماء».

أمّا الشیخ عبد العزیز بن عبداللّه بن باز وهو مِن مُتعصبی علماء الوهابیة والذی یشغل الآن منصب رئیس إدارات البحوث العلمیة والإفتاء والدعوة والإرشاد، فیقول فی کتابه «التحذیر مِن البدع»: «لیس مِن شک فی أنَّ الإسراء والمعراج هی مِن العلامات الکبیرة على صدق النّبی (صلى الله علیه وآله) وعلوّ مقامه ومنزلته» إلى أن یقول: «نقلت أخبار متواترة عن الرّسول (صلى الله علیه وآله)بأنَّ اللّه تبارک وتعالى أخذ الرّسول (صلى الله علیه وآله) وفتح لهُ أبواب السماء»(6) .

وَلکن ینبغی أن نلاحظ هُنا أنّ مِن بین الرّوایات الواردة فی قضیة المعراج ثمّة أحادیث ضعیفة ومجعولة لا یمکن القبول بها مطلقاً.

لذلک نرى أنّ المفسّر الإسلامی الکبیر، الشیخ الطبرسی عَمدَ فی ذیل تفسیر هذه الآیة مورد البحث إلى تقسیم الأحادیث الواردة فی المعراج إلى أربع فئات هی:

ما یُقطع بصحته لِتواتر الأخبار به وإحاطة العلم بصحته، ومثلهُ أنَّهُ أسری بهِ على الجملة.

ما وردَ فی ذلک ممّا تجوّزه العقول ولا تأباه الاُصول، فنحنُ نجوّزه ثمّ نقطع على أنَّ ذلک کان فی یقظته دون منامه، ومثله ما شاهده مِن آیات ربّه فی السماوات.

ما یکون ظاهره مخالفاً لبعض الأصول إلاّ أنّه یمکن تأویلها على وجه یوافق العقول، نحو ما روی أنَّهُ (صلى الله علیه وآله) رأى قوماً فی الجنّة یتنعمون فیها، وقوماً فی النّار یعذبون فیها، فهو یُحمل على أنَّهُ رأى صفتهم أو أسماءهم.

ما لا یصح ظاهره ولا یمکن تأویله إلاّ على التعسف البعید فالأولى أن لا نقبله، نحو ما قیل مِن أنَّهُ (صلى الله علیه وآله) کلَّم اللّه سبحانه جهرة، ورآه وقعد معه على سریره... ممّا یوجب ظاهره التشبیه، واللّه سبحانه وتعالى یتقدَّس عن ذلک(7) .

هناک أیضاً اختلافات بین المؤرخین المسلمین حول تاریخ وقوع المعراج، إذ یقول البعض: أنّه حصل فی السنة العاشرة للبعثة فی لیلة السابع والعشرین مِن شهر رجب، والبعض یقول: إنَّهُ عرجَ به (صلى الله علیه وآله) فی 17 رمضان مِن السنة الثّانیة عشرة للبعثة المبارکة. وبعض ثالث قال: إنَّ المعراج وَقَع فی أوائل البعثة.

ولکن فی کلّ الأحوال، فإنَّ الاختلاف فی تأریخ وقوع المعراج لا ینفی أصل الحادثة.

مِن المفید أیضاً أن نذکر أنَّ عقیدة المعراج لا تقتصر على المسلمین، بل هُناک ما یُشابهها فی الأدیان الأخرى، بل إنّا نرى فی المسیحیة أکثر ممّا قیل فی معراج النّبی (صلى الله علیه وآله)، إذ یقول اُولئک کما فی الباب السّادس مِن إنجیل «مرقس» والباب 24 مِن إنجیل «لوقا» والباب 21 مِن إنجیل (یوحنّا) أنّ عیسى بعد أن صُلب وقتل ودفن نهض مِن مدفنه وعاش بین الناس أربعین یوماً قبل أن یعرج إلى السماء لیبقى هناک فی عروج دائم! ونستفید مِن مؤدّى بعض الرّوایات أنّ بعض الإنبیاء السابقین عُرِجَ بهم إلى السماء أیضاً.


1. النجم، 13 ـ 18.
2. تفسیر التبیان، ج 6، ص 446.
3. تفسیر مجمع البیان، ج 3، ص 395.
4. بحار الأنوار، ج 18، ص 282 و409.
5. المصدر السابق.
6. التحذیر مِن البدع، ص 7.
7. تفسیر مجمع البیان، ج 3، ص 395.
المعراج: هل کان المعراج جسدیاً أم روحیاً؟
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma