معراج النّبی (صلى الله علیه وآله):

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 7
سورة الإسراء / الآیة 1 المعراج:

الآیة الاُولى فی سورة الإسراء تتحدَّث عن إسراء النّبی (صلى الله علیه وآله)، أی سفره لیلا من المسجد الحرام فی مکّة المکرمة إلى المسجد الأقصى (فی القدس الشریف). وقد کان هذا السفر «الإسراء» مقدمة لمعراجه (صلى الله علیه وآله) إلى السماء. وقد لوحظ فی هذا السفر أنّه تمَّ فی زمن قیاسی حیث إنّه لم یستغرق سوى لیلة واحدة بالنسبة الى وسائل نقل ذلک الزمن ولهذا کان أمراً اعجازیاً وخارقاً للعادة.

السّورة المبارکة تبدأ بالقول: (سبحان الذی أسرى بعبده لیلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ).

وقد کان القصد من هذا السفر اللیلی الإعجازی هو (لنریه من آیاتن ).

ثمّ خُتمت الآیة بالقول: (إنَّهُ هو السمیع البصیر ). وهذه إشارة إلى أنَّ اللّه تبارک وتعالى لم یختر رسوله (صلى الله علیه وآله) ولم یصطفه لشرف الإسراء والمعراج، إلاّ بعد أن اختبر استعداده (صلى الله علیه وآله) لهذا الشرف ولیاقته لهذا المقام، فالله تبارک وتعالى سمع قول رسوله (صلى الله علیه وآله) ورأى عمله وسلوکه فاصطفاه للمقام السامی الذی اختاره له فی الإسراء والمعراج.

واحتمل بعض المفسّرین فی قوله تعالى: (إنَّه هو السمیع البصیر ) أن یکون تهدیداً لمنکری هذا الإعجاز، وأنَّ اللّه تبارکَ وتعالى محیط بما یقولون وبما یفعلون، وبما یمکرون!

وَبالرغم مِن أنَّ هَذه الآیة تنطوی على اختصار شدید، إلاّ أنّها تکشف عن مواصفات هذا السفر اللیلی «الإسراء» الإعجازی مِن خلال ما ترسمهُ لهُ مِن أفق عام یمکن تفصیله بالشکل الآتی:

أوّلاً: إنَّ تعبیر «أسرى» فی الآیة یشیر إلى وقوع السفر لیلا، لأنَّ «الإسراء» فی لغة العرب یستخدم للدلالة على السفر اللیلی، فیما یُطلق على السفر النهاری کلمة «سیر».

ثانیاً: بالرغم مِن أنَّ کلمة «لیلا» جاءت فی الآیة تأکیداً لکلمة «أسرى» إلاّ أنّها ترید أن تبیّن أنّ سفر الرّسول (صلى الله علیه وآله) قد تمَّ فی لیلة واحدة فقط على الرغم مِن أنّ المسافة بین المسجد الحرام وبیت المقدس تقدَّر بأکثر مِن مائة فرسخ، وبشروط مواصلات ذلک الزمان، کانَ إنجاز هذا السفر یتطلّب أیّاماً بل وأسابیع، لا أن یقع فی لیلة واحدة فقط!

ثالثاً: إذا کانَ مقام العبودیة هو أسمى مقام یبلغه الإنسان فی حیاته، فإنَّ الآیة قد کرَّمت رسول اللّه (صلى الله علیه وآله) بإطلاق وصف العبودیة علیه، فقالت «عبده» للدلالة على مراقی الطاعة والعبودیة التی قطعها الرّسول (صلى الله علیه وآله) لله تبارک وَتعالى حتى استحق شرف «الإسراء» حیث لم یسجد جبین رسول اللّه (صلى الله علیه وآله) لشیء سوى اللّه، ولم یطع (صلى الله علیه وآله) ما عداه، وقد بذل کلّ وسعه، وخطا کلّ خطوة فی سبیل مرضاته تعالى.

رابعاً: تفید کلمة «عبد» فی الآیة، أنَّ سفر الإسراء قد وقع فی الیقظة، وأنَّ رسول اللّه سافر بجسمه وروحه معاً، وأنَّ الإسراء لم یکن سفراً روحانیاً معنویاً وحسب، لأنَّ الإسراء إذا کانَ بالروح ـ وحسب ـ فهو لا یعدو أن یکون رؤیا فی المنام، أو أی وضع شبیه بهذه الحالة، ولکن کلمة «عبد» فی الآیة تدلَّل على أنَّ رسول اللّه (صلى الله علیه وآله) قد سافر بجسمه وروحه، لأنَّ «عبد» کلمة تُطلق لتستوعب الروح والجسد معاً.

أمّا الأشخاص الذین لا یستطیعون هضم معجزة الإسراء والمعراج، ولم تستطع عقولهم أن تتعامل مَع هذه المعجزة کما هی، فقد عمدوا إلى توجیهها بعنوان الإسراء الروحی فی حین أنّه لو قال شخص لآخر: إنّی نقلتک إلى المکان الفلانی فإنَّ المفهوم الصریح للمعنى لا یمکن تأویله باحتمال أنَّ هذا الأمر قد تمَّ فی حالة النوم، أو أنّه تعبیر عن حالة معنویة تمتزج بأبعاد مِن الوهم والتخیُّل.

خامساً: لقد کان مُبتدأ هذا السفر (الذی کان مقدمة للمعراج کما سنثبت ذلک فی محلّه) هو المسجد الحرام فی مکّة المکرمة، ومنتهاه المسجد الأقصى فی القدس الشریف.

بالطبع هناک کلام کثیر للمفسّرین عن المکان الدقیق الذی انطلق مِنهُ رسول اللّه (صلى الله علیه وآله)وفیما إذا کان هذا المکان بیت أحد اقربائه (باعتبار أنّ المسجد الحرام قد یطلق احیاناً ومن باب التعظیم على مکّة المکرمة بأجمعها) أو أنَّهُ انطلق مِن جوار الکعبة، ولکن ظاهر الآیة بلا شک یفید أنَّ المنطلق فی سفر الإسراء کان مِن المسجد الحرام.

سادساً: لقد کان الهدف مِن هذا السفر الإعجازی أنْ یشاهد رسول اللّه (صلى الله علیه وآله) آیات العظمة الإلهیّة، وقد استمرَّ سفر الإسراء إلى المعراج صعوداً فی السماوات لتحقیق هذا الغرض، وهو أن تمتلىء روح رسول اللّه (صلى الله علیه وآله) أکثر بدلائل العظمة الرّبانیة، وآیات اللّه فی السماوات، ولتجد روحه السامیة فی هذه الآیات زخماً إضافیاً یوظِّفهُ (صلى الله علیه وآله) فی هدایة الناس إلى ربّ السماوات والأرض!

وبذلک فإنَّ سفر رسول اللّه (صلى الله علیه وآله) فی رحلة الإسراء والمعراج لم یکن ـ کما یتصوّر البعض ذلک ـ بهدف رؤیة اللّه تبارک وتعالى ظنّاً منهم أنّه تعالى یشغل مکاناً فی السماوات!!!

وبالرغم من أنّ الرّسول (صلى الله علیه وآله) کان عارفاً بعظمة اللّه سبحانه، وکان عارفاً أیضاً بعظمة خلقه، ولکن «متى کان السماع کالرؤیة؟!».

ونقرأ فی سورة (النّجم) التی تلت سورة الإسراء وتحدثت عن المعراج قوله تعالى: (لقد رأى مِن آیات ربّه الکبرى ).(1)

سابعاً: إنَّ تعبیر الآیة (بارکنا حوله ) تفید بأنَّه علاوة على قدسیّة المسجد الأقصى، فإنَّ أطرافه أیضاً تمتاز بالبرکة والأفضلیة على ما سواها، ویمکن أن یکون مُراد الآیة البرکة الظاهریة المتمثلة بما تهبه هذه الأرض الخصبة الخضراء مِن مزایا العمران والأنهار والزراعة.

ویمکن أن تُحمل البرکة على قواعد الفهم المعنوی فتشیر حین ذاک إلى ما تمثِّله هذه الأرض فی طول التاریخ، مِن کونها مرکزاً للنبوّات الإلهیّة، وَمُنطلقاً لنور التوحید، وأرضاً خصبة للدعوة إلى عبودیة اللّه.

ثامناً: إنَّ تعبیر (إنَّهُ هُو السمیع البصیر ) إشارة إلى أنَّ إکرام اللّه لرسوله (صلى الله علیه وآله) بمعجزة الإسراء والمعراج لم یکن أمراً عفویاً عابراً، بل هو بسبب إستعدادات رسول الهدى (صلى الله علیه وآله)وقابلیاته العظیمة التی تجلّت فی أقواله وأفعاله، هذه الأقوال والأفعال التی یعرفها اللّه ویحیط بها.

تاسعاً: إنَّ کلمة «سبحان» إشارة إلى أنَّ سفر رسول اللّه (صلى الله علیه وآله) فی الإسراء والمعراج دلیل آخر على تنزیه اللّه تبارک وتعالى من کل عیب ونقص.

عاشراً: کلمة «مِن» فی قوله تعالى: (من آیاتن ) إشارة إلى عظمة آیات اللّه بحیث إنَّ رسول اللّه (صلى الله علیه وآله) ـ على علو مقامه وإستعداده الکبیر ـ لم یر مِن هذه الآیات خلال سفره الإعجازی سوى جزء معین مِنها.


1. النجم، 18.
سورة الإسراء / الآیة 1 المعراج:
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma