ثمن الحیاة الطیّبة:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 7
سبب النّزول 1ـ منابع الخلود

جاءت الآیة الاُولى من هذه الآیات لتؤکّد على قبح نقض العهد مرّة اُخرى ولتبیّن عذراً آخراً من أعذار نقض العهد الواهیة، فحیث تطرقت الآیات السابقة إلى عذر الخوف

من کثرة الأعداء تأتی هذه الآیة لتطرح ما للمصلحة الشخصیة (المادیة) من أثر سلبی على حیاة الإنسان.

ولهذا تقول: (ولا تشتروا بعهد اللّه ثمناً قلیل ).

أی إنّ قیمة الوفاء بعهد اللّه لا تدانیها قیمة، ولو استلمتم زمام ملک الدنیا بأسرها فإنّه لا یساوی قیمة لحظة واحدة من الوفاء بعهد اللّه.

وتضیف الآیة المبارکة للدلالة على هذا الأمر: (إنّما عند اللّه هو خیر لکم إنْ کنتم تعلمون ).

ویبیّن القرآن فی الآیة التالیة سبب الأفضلیة بقوله: (ما عندکم ینفد وما عند اللّه باق )لأنّ المنافع المادیة وإنْ بدت کبیرة فی الظاهر، إلاّ أنّها لا تعدو أنْ تکون فقاعات على سطح ماء، فی حین أنّ الجزاء والثواب الإلهی النابع من ذات اللّه المطلقة والمقدّسة أعلى وأفضل من کلّ شیء.

ثمّ یضیف قائلا: (ولنجزینَّ الذین صبروا أجرهم ) ـ وعلى الأخص فی الثبات على العهد والأیمان ـ (بأحسن ما کانوا یعملون ).

إنّ التعبیر بـ «أحسن» دلیل على أنّ أعمالهم الحسنة لیست بدرجة واحدة، فبعضها حسن والبعض الآخر أحسن، ولکنّ اللّه تعالى یجزی الجمیع بأحسن ما کانوا یعملون، وهو ذروة اللطف والرحمة الربانیة، کما لو مثّلنا لذلک بشیء من حیاتنا کأنْ یعرض بائع أنواعاً من البضائع المتفاوتة فی النوعیة، فقسم منها بضائع جیّدة، وقسم آخر بضائع ردیئة، والبقیة بین الإثنین، فیأتی مشتری لیأخذ الجمیع بسعر النوعیة الجیّدة!

ولا تخلو جملة (ولنجزینّ الّذین صبروا... ) من الإشارة إلى أنّ الصبر والثبات فی السیر على طریق الطاعة، وخصوصاً حفظ العهود والإیمان هی من أفضل أعمال الإنسان.

وقد روی عن علی (علیه السلام) قوله: «الصبر من الإیمان کالرأس من الجسد، ولا خیر فی جسد لا رأس معه، ولا فی إیمان لا صبر معه» (1) .

ثمّ یبیّن القرآن الکریم بعد ذلک ـ على صورة قانون عام ـ نتائج الأعمال الصالحة المرافقة للإیمان فی هذه الدنیا وفی الآخرة، فیقول: (مَنْ عمل صالحاً مِنْ ذکر أو اُنثى وهو مؤمن فلنحیینّه حیاة طیّبة ولنجزینّهم أجرهم بأحسن ما کانوا یعملون ).

وعلیه، فالمقیاس هو الأعمال الصالحة الناتجة عن الإیمان بلا قید أو شرط، من حیث السن أو الجنس أو المکانة الإجتماعیة أو ما شابه ذلک.

و«الحیاة الطیبة» فی هذه الدنیا هی النتاج الطبیعی للعمل الصالح النابع من الإیمان، أیْ أنّ المجتمع البشری سیعیش حینها حیاةً هادئةً مطمئنةً ملؤها الرفاه والسلم والمحبّة والتعاون، بل وکلّ ما یرتبط بالمجتمع من المفاهیم الإنسانیة، وفی أمان من الآلام الناتجة عن الإستکبار والظلم والطغیان وعبادة الأهواء والأنانیة التی تملأ الدنیا ظلاماً وظلامات.

وعلاوه على کلّ ما تقدم فإنّ اللّه سیجزیهم بأحسن ما کانوا یعملون (کما تقدّم تفسیره).


1. نهج البلاغة، الکلمات القصار، الکلمة 82.
سبب النّزول 1ـ منابع الخلود
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma