1ـ فلسفة احترام العهد

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 7
الوفاء بالعهد دلیل الإیمان: 2ـ ما لا یقبل فی نقض العهود

کما هو معلوم فإنّ الثقة المتبادلة بین أفراد المجتمع تمثل أهم دعائم رسوخ المجتمع، بل من دعائم تشکیل المجتمع وإخراجه من حالة الآحاد المتفرقة وإعطائه صفة التجمّع، بالإضافة لکون أصل الثقة المتبادلة یعتبر السند القویم للقیام بالفعالیات الاجتماعیة والتعاون على مستوى واسع.

والعهد والقسم من مؤکّدات حفظ هذا الإرتباط وهذه الثقة، وإذا تصورنا مجتمعاً کان نقض العهد فیه هو السائد، فمعنى ذلک انعدام الثقة بشکل عام فی ذلک المجتمع، وعندها سوف یتحول المجتمع الى آحاد متناثرة تفتقد الإرتباط والقدرة والفاعلیة الاجتماعیة.

ولهذا نجد أنّ الآیات القرآنیة والأحادیث الشریفة تؤکّد باهتمام بالغ على مسألة الوفاء بالعهد والأیمان، وتعتبر نقضها من کبائر الذنوب.

وقد أشار أمیر المؤمنین (علیه السلام) إلى أهمّیة هذا الموضوع فی الإسلام والجاهلیة واعتبره من أهم المواضیع فی قوله عند عهده لمالک الأشتر «فإنّه لیس من فرائض اللّه شیء الناس أشد علیه اجتماعاً مع تفرق أهوائهم وتشتت آرائهم، من تعظیم الوفاء بالعهود، وقد لزم ذلک المشرکون فیما بینهم دون المسلمین لما استوبلوا من عواقب الغدر» (1) .

ونجد فی أحکام الحرب الإسلامیة أنّ إعطاء الأمان من قبل فرد واحد من جیش المسلمین لشخص أو کتیبة من کتائب العدو یوجب مراعاة ذلک على کلّ المسلمین!

یقول المؤرخون والمفسّرون: من جملة الاُمور التی جعلت الکثیر من الناس فی صدر الإسلام یعتنقون هذا الدین الإلهی العظیم هو التزام المسلمین الراسخ بالعهود والمواثیق ورعایتهم لأیمانهم.

وما لهذا الأمر من أهمّیة بحیث دفع سلمان الفارسی لأنّ یقول: (تهلک هذه الاُمّة بنقض مواثیقها) (2) .

أی إنّ الوفاء بالعهد والمیثاق کما أنّه یوجب القدرة والنعمة والتقدّم، فنقضهما یؤدّی إلى الضعف والعجز والهلاک.

ونجد فی التاریخ الإسلامی أنّ المسلمین عندما غلبوا جیش الساسانیین فی عهد الخلیفة الثّانی وأسّروا الهرمزان قائد جیش فارس، وجاؤوا به إلى عمر، قال له عمر: ما حجتک وما عذرک فی انتقاضک مرّة بعد اُخرى؟

فقال: أخاف أنْ تقتلنی قبل أنْ أخبرک.

قال: لا تخف ذلک، واستسقى ماءً فأتی به فی قدح غلیظ.

فقال: لو مت عطشاً لم أستطع أنْ أشرب فی مثل هذا! فأتی به فی إناء یرضاه..

فقال: إنّی أخاف أنْ اُقتل وأنا أشرب.

فقال عمر: لا بأس علیک حتى تشربه، فأکفأه...

فقال عمر: أعیدوا علیه ولا تجمعوا علیه بین القتل والعطش..

فقال: لا حاجة لی فی الماء، إنّما أردت أنْ أستأمن به.

فقال عمر له: إنّی قاتلک.

فقال: قد أمنتنی.

فقال: کذبت.

قال أنس: صدق یا أمیر المؤمنین قد أمنته.

فقال عمر: یا أنس، أنا اُؤمن قاتل مجزأة بن ثور، والبراء بن مالک! ولله لتأتّین بمخرج أو لأعاقبنّک.

قال: قلتَ له: لا بأس علیک حتى تخبرنی، ولا بأس علیک حتى تشربه..

وقال له من حوله مثل ذلک...

فأقبل على الهرمزان وقال: خدعتنی، واللّه لا أنخدع إلاّ أنْ تسلم فأسلم(3) .


1. نهج البلاغة، الرسالة 53.
2. تفسیر مجمع البیان، ج 6، ص 383، ذیل الآیة مورد البحث.
3. الکامل فی التاریخ، ج 2، ص 549.
الوفاء بالعهد دلیل الإیمان: 2ـ ما لا یقبل فی نقض العهود
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma