2ـ نعمة وسائل المعرفة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 7
1ـ بدایة الإدراک عند الإنسان 3ـ لعلکم تشکرون

ممّا لا شک فیه عدم امکانیة استیعاب ودخول العالم الخارجی فی وجودنا، والحاصل الفعلی هو رسم صورة الشیء الخارجی فی الذهن من خلال الوسائل المعیّنة لذلک، وعلیه... فمعرفتنا بالعالم الخارجی تکون عن طریق أجهزة خاصّة منها السمع والبصر.

وتنقل هذه الآلات والأجهزة کلّ ما تلتقطه من الخارج لتودعه فی أذهاننا وعقولنا، ونقوم بواسطة العقل والفکر بعملیة التجزئة والتحلیل...

ولذلک بیّنت الآیة مسألة عدم علم الإنسان المطلق حین الولادة: (وجعل لکم السمع والأبصار والأفئدة ) لکی تحصلوا على حقائق الوجود وتدرکوها.

ونشاهد تقدیم ذکر السمع على البصر فی الآیة مع ما للعین من عمل أوسع من السمع، ولعلّ ذلک لسبق الأذن فی العمل على العین بعد الولادة، حیث إنّ العین کانت فی ظلام دامس (فی رحم الأم) ونتیجة لشدّة أشعة النّور (بعد الولادة) فإنّها لا تستطیع العمل مباشرة بسبب حساسیتها، وإنّما تتدرج فی اعتیادها على مواجهة النّور حتى تصل للحالة الطبیعیة المعتادة، ولذا نجد الولید فی بدایة أیّامه الاُولى مغلق العین. أمّا بخصوص الأذن.. فثمة مَنْ یعتقد بأنّ لها القدرة على السماع (قلیلا أو کثیراً) وهی فی عالم الأجنّة وأنّها تسمع دقات قلب الأم وتعتاد علیها!

أضف إلى ذلک أنّ الإنسان إنّما یرى بعینه الأشیاء الحسیّة فقط، فی حین أنّ الأذن تعتبر وسیلة للتربیة والتعلیم فی جمیع المجالات، فالإنسان یصل بواسطة سماع الکلمات إلى معرفة جمیع الحقائق سواء ما کان منها فی دائرة الحس أو ما کان خارجها، ولیس للعین هذه السعة، وصحیح أنّ الإنسان یمکنه تحصیل العلم بواسطة القراءة، إلاّ أنّ القراءة لیست عامّة لکلّ الناس وسماع الکلمات أمر عام.

أمّا سبب ورود «السمع» بصیغة المفرد و«الأبصار» بصیغة الجمع، فقد بیّناه عند تفسیرنا للآیة 7 من سورة البقرة.

وثمّة ملاحظة اُخرى ینبغی ذکرها تتعلق بکلمة «الفؤاد»، فقد جاءت هنا بمعنى القلب

(العقل) الذی یعیش حالة التوقّد، وبعبارة اُخرى: یعیش حالة التّفسیر والتحلیل والإبتکار.

یقول الراغب فی مفرداته: (الفؤاد کالقلب، لکنْ یقال له فؤاد إذا اعتبر فیه معنى التفؤد أی التوقد). ومن المسلّم به أنّ هذا الموضوع یحصل للإنسان بعد حصوله على تجارب کافیة.

وعلى أیّة حال، فآلات المعرفة وإن لم تنحصر بهذه الأجهزة الثلاث، إلاّ أنّها أفضل الأجهزة جمیعاً، لأنّ علم الإنسان إمّا أن یکون عن طریق التجربة أو عن طریق الاستدلالات العقلیة، ولا تجربة بدون السمع والبصر، ولا استدلالات عقلیة من غیر الفؤاد (العقل).

1ـ بدایة الإدراک عند الإنسان 3ـ لعلکم تشکرون
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma