1ـ أسباب الرزق

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 7
هل التفاضل فی الرّزق من العدالة؟! 2ـ مواساة الآخرین

على الرغم ممّا ذکر بخصوص التفاوت من حیث الإستعداد والمواهب عند الناس، إلاّ أنّ أساس النجاح یکمن فی السعی والمثابرة والجد، فالأکثر سعیاً أکثر نجاحاً فی الحیاة والعکس صحیح.

ولهذا جعل القرآن الکریم إرتباطاً بین ما یحصل علیه الإنسان وبین سعیه، فقال بوضوح: (وأنْ لیس للإنسان إلاّ ما سعى ) (1) .

ومن الاُمور المهمّة والمؤثّرة فی مسألة استحصال الرزق الالتزام بالمبادی من قبیل: التقوى، الأمانة، إطاعة القوانین الإلهیّة والالتزام بأصول العدل، کما أشارت إلى ذلک الآیة 96 من سورة الأعراف: (ولو أنّ أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا علیهم برکات من السماء والأرض ).

وکما فی الآیتین 2 و3 من سورة الطلاق: (ومَنْ یتّق اللّه یجعل له مخرجاً * ویرزقه من حیث لا یحتسب ).

وکما أشارت الآیة 17 من سورة التغابن بخصوص أثر الإنفاق فی سعة الرزق: (إن تقرضوا اللّه قرضاً حسناً یضاعفه لکم ).

ولعلّنا لانحتاج الى التذکیر بأنّ فقدان فرد أو جمع من الناس یضر بالمجتمع ولهذا فحفظ سلامة الأفراد وإعانتهم یعود بالنفع على کل الناس (بغض النظر عن الجوانب الإنسانیة والروحیة لذلک).

وخلاصة القول إنّ إقتصاد المجتمع إن بنی على اُسس التقوى والصلاح والتعاون والإنفاق فالنتیجة أنّ ذلک المجتمع سیکون قویّاً مرفوع الرأس، أمّا لو بنی على الاستغلال والظلم والإعتداء وعدم الاهتمام بالآخرین، فسیکون المجتمع متخلّفاً اقتصادیاً وتتلاش فیه أواصر الحیاة الاجتماعیة.

ولذلک فقد أعطت الأحادیث والرّوایات أهمّیة استثنائیة للسعی فی طلب الرزق المصحوب بالتقوى، وحتى روی عن الإمام الصادق (علیه السلام) أنّه قال: «لا تکسلوا فی طلب معایشکم، فإن أباءنا کانوا یرکضون فیها ویطلبونها» (2) .

وروی عنه أیضاً: «الکاد على عیاله کالمجاهد فی سبیل اللّه» (3) .

وحتى أنّ الأمر قد وجّه إلى المسلمین بالتبکیر فی الخروج لطلب الرزق(4) وذکر أنّ من جملة مَنْ لا یستجاب لهم الدعاء اُولئک الذین ترکوا طلب الرزق على ما لهم من استطاعة، انزووا فی زوایا بیوتهم یدعون اللّه أن یرزقهم!

السؤال: وهنا یتبادر الى الذهن تساؤل عن الآیات القرآنیة والرّوایات التی تؤکّد على أنّ الرزق بید اللّه، وذمّ السعی فیه، فکیف یتمّ تفسیر ذلک؟!

والجواب: وللاجابة نذکر الملاحظتین التالیتین:

دقة النظر والتحقق فی المصادر الإسلامیة یوضّح أنّ الآیات أو الرّوایات التی یبدو التضاد فی ظاهر ألفاظها ـ سواء فی هذا الموضوع أو غیره ـ إنّما ینتج من النظرة البسیطة السطحیة، لأنّ حقیقة تناولها لموضوع ما إنّما یشمل جوانب متعددة من الموضوع، فکلّ آیة أو روایة إنّما تنظر إلى بعد معیّن من أبعاد الموضوع، فتوهم غیر المتابع بوجود التضاد.

فحیث یسعى الناس بولع وحرص نحو الدنیا وزخرف الحیاة المادیة، ویقومون بارتکاب کلّ منکر للوصول إلى ما یریدونه، تأتی الآیات والرّوایات لتوضّح لهم تفاهة الدنیا وعدم أهمّیة المال.

وإذا ما ترک الناس السعی فی طلب الرزق بحجة الزهد، تأتیهم الآیات والرّوایات لتبیّن لهم أهمّیة السعی وضرورته.

فالقائد الناجح والمرشد الرشید هو الذی یتمکن من منع انتشار حالتی الإفراط والتفریط فی مجتمعه.

فغایة الآیات والرّوایات التی تؤکّد على أنّ الرزق بید اللّه هی غلق أبواب الحرص والشره وحبّ الدنیا والسعی بلا ضوابط شرعیة، ولیس هدفها إطفاء شعلة الحیویة والنشاط فی الأعمال والإکتساب وصولا لحیاة کریمة ومستقلة.

وبهذا یتّضح تفسیر الرّوایات التی تقول: إنّ کثیراً من الأرزاق إن لم تطلبوها تطلبکم.

إنّ کلّ شیء من الناحیة العقائدیة تنتهی نسبته إلى اللّه عزَّ وجلّ، وکلّ موحّد یعتقد أنّ منبع وأصل کلّ شیء منه سبحانه وتعالى، ویردد ما تقوله الآیة 26 من سورة آل عمران: (بیدک الخیر إنّک على کلّ شیء قدیر ).

وینبغی عدم الغفلة عن هذه الحقیقة وهی أنّ کلّ شیء من سعی ونشاط وفکر وخلاّقیة الإنسان إنّما هی فی حقیقتها من اللّه عزَّوجلّ.

ولو توقّف لطف اللّه (فرضاً) عن الإنسان ـ ولو للحظة واحدة ـ لما کان ثمّة شیء إسمه الإنسان.

ویقول الإنسان الموحّد حینما یرکب وسیلة: «سبحان الذی سخرلنا هذا».

وعندما یحصل على نعمة ما، یقول: «وما بنا من نعمة فمنک» (5) .

ویقول عندما یخطو فی سبیل الإصلاح ـ کما هو حال الأنبیاء فی طریق هدایتهم للناسـ: (وما توفیقی إلاّ باللّه علیه توکّلت وإلیه اُنیب ) (6) .

وإلى جانب کلّ ما ذکر فالسعی والعمل الصحیح البعید عن أىّ إفراط أو تفریط، هو أساس کسب الرزق، وما یوصل إلى الإنسان من رزق بغیر سعی وعمل إنّما هو ثانوی فرعی ولیس بأساسی، ولعلّ هذا الأمر هو الذی دفع أمیر المؤمنین (علیه السلام) فی کلماته القصار فی تقدیم ذکر الرزق الذی یطلبه الإنسان على الرزق الذی یطلب الإنسان، حیث قال: «یابن آدم، الرزق رزقان: رزق تطلبه، ورزق یطلبک» (7) .


1. النجم، 39.2. الوسائل، ج 12، ص 38.
3. المصدر السابق، ص 43.
4. المصدر السابق، ص 50.
5. من أدعیة التعقیبات لصلاة العصر، کما فی کتب الدعاء.
6. هود، 88.
7. نهج البلاغة، الکلمات القصار، الکلمة 379.
هل التفاضل فی الرّزق من العدالة؟! 2ـ مواساة الآخرین
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma