وإذا کان وجود الغرائز (الإلهام الغریزی) غیر منحصر بالنحل بل یشمل جمیع الحیوانات، فلماذا ورد ذکره فی الآیة فی النحل خاصّة؟
والإجابة على السؤال تتّضح من خلال المقدمة التالیة: إنّ الدراسة الدقیقة التی قام بها العلماء بخصوص حیاة النحل، قد أثبتت أنّ هذه الحشرة العجیبة لها من التمدن والحیاة الاجتماعیة المدهشة ما یشبه لحدّ کبیر الجانب التمدنی عند الإنسان وحیاته الاجتماعیة، من عدّة جهات.
وقد توصل العلماء الیوم لاکتشاف الکثیر من أسرار حیاة هذه الحشرة والتی أوصلتهم بقناعة تامة إلى توحید الخالق والإذعان لربوبیته سبحانه وتعالى.
وأشار القرآن الکریم إلى ذلک الإعجاز بکلمة «الوحی» لیبیّن أنّ حیاة النحل لا تقاس بحیاة الأنعام، ولیدفعنا للتعمق فی عالم أسرار هذه الحشرة العجیبة، ولنتعرف من خلالها على عظمة وقدرة خالقها، ولعلّ «الوحی» هو التعبیر الرمزی الذی اختصت به هذه الآیة نسبة إلى الآیات السابقة.