من هم أهل الذکر؟

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 7
اِسألوا إن کنتم لا تعلمون! سورة النّحل / الآیة 45 ـ 47

ذکرت الرّوایات الکثیرة المرویّة عن أهل البیت (علیهم السلام) أنّ «أهل الذکر» هم الأئمّة المعصومون (علیهم السلام)، ومن هذه الرّوایات:

روی عن الإمام علی بن موسى الرض (علیه السلام) فی جوابه عن معنى الآیة أنّه قال: «نحن أهل الذکر ونحن المسؤولون» (1) .

وعن الإمام الباقر (علیه السلام) فی تفسیر الآیة أنّه قال: «الذکر القرآن وآل الرّسول أهل الذکر وهم المسؤولون» (2) .

وفی روایات اُخرى: أنَّ «الذکر» هو النّبی (صلى الله علیه وآله)، و«أهل الذکر» هم أهل البیت (علیهم السلام) (3) .

وثمّة روایات متعددة اُخرى تحمل نفس هذا المعنى.

وفی تفاسیر وکتب أهل السنّة روایات تحمل نفس المعنى أیضاً، منها:

ما فی التّفسیر الأثنى عشری: روی عن ابن عباس فی تفسیر هذه الآیة، قال: هو محمد وعلی وفاطمة والحسن والحسین (علیهم السلام) هم أهل الذکر والعقل والبیان(4) .

فهذه لیست هی المرّة الاُولى فی تفسیر الرّوایات للآیات القرآنیة ببیان أحد مصادیقها دون أن تقیّد مفهوم الآیة المطلق.

وکما قلنا فـ «الذکر» یعنی کلّ أنواع العلم والمعرفة والإطلاع، و«أهل الذکر» هم العلماء والعارفون فی مختلف المجالات، وباعتبار أنّ القرآن نموذج کامل وبارز للعلم والمعرفة أطلق علیه اسم «الذکر»، وکذلک شخص النّبی (صلى الله علیه وآله) فهو مصداق واضح للـ «ذکر» والأئمّة المعصومون باعتبارهم أهل بیت النّبوة ووارثو علمه (صلى الله علیه وآله) فهم (علیهم السلام) أفضل مصداق لـ «أهل الذکر».

وهذا لا ینافی عمومیة مفهوم الآیة، ولا ینافی مورد نزولها أیضاً (علماء أهل الکتاب) ولهذا اتّجه علماؤنا فی الفقه والاُصول عند بحثهم موضوع الإجتهاد والتقلید إلى ضرورة ووجوب إتباع العلماء لمن لیست له القدرة على استنباط الأحکام الشرعیة، ویستدلون بهذه الآیة على صحة منحاهم.

وقد یُتساءل فیما ورد عن الإمام علی بن موسى الرض (علیه السلام) فی کتاب (عیون أخبار الرض (علیه السلام)): أنّ علماءً فی مجلس المأمون قالوا فی تفسیر الآیة: إنّما عُنی بذلک الیهود والنصارى، فقال الرض (علیه السلام): «سبحان اللّه وهل یجوز ذلک، إذَاً یدعونا إلى دینهم ویقولون: إنّه أفضل من الإسلام...» ثمّ قال: «الذکر رسول اللّه ونحن أهله» (5) .

وتتلخص الإجابة بقولنا: إنّ الإمام قال ذلک لمن کان یعتقد أنّ تفسیر الآیة منحصر بمعنى الرجوع إلى علماء أهل الکتاب فی کلّ عصر وزمان، وبدون شک أنّه خلاف الواقع، فلیس المقصود بالرجوع إلیهم على مرّ العصور والأیّام، بل لکلّ مقام مقال، ففی عصر الإمام علی بن موسى الرض (علیه السلام) لابدّ من الرجوع إلیه على أساس إنّه مرجع علماء الإسلام ورأسهم.

وبعبارة اُخرى: إذا کانت وظیفة المشرکین فی صدر الإسلام لدى سؤالهم عن الأنبیاء السابقین وهل أنّهم من جنس البشر هی الرجوع إلى علماء أهل الکتاب لا إلى النّبی (صلى الله علیه وآله)، فهذا لا یعنی أنّ على جمیع الناس فی أىّ عصر ومصر أن یرجعوا إلیهم، بل یجب الرجوع إلى علماء کلّ زمان.

وعلى أیّة حال... فالآیة مبیّنة لأصل إسلامی یتعیّن الأخذ به فی کلّ مجالات الحیاة المادیة والمعنویة، وتؤکّد على المسلمین ضرورة السؤال فیما لا یعلمونه ممن یعلمه، وأن لا یورطوا أنفسهم فیما لا یعلمون.

وعلى هذا فإنّ «مسألة التخصص» لم یقررها القرآن الکریم ویحصرها فی المسائل الدینیة بل هی شاملة لکلّ المواضیع والعلوم المختلفة، ویجب أن یکون من بین المسلمین علماء فی کافة التخصصات للرجوع إلیهم.

وینبغی التنویه هنا إلى ضرورة الرجوع إلى المتخصص الثابت علمه وتمکّنه فی اختصاصه، بالإضافة إلى توفر عنصر الإخلاص فی عمله فهل یصح أن نراجع طبیباً متخصصاً ـ على سبیل المثال ـ غیر مخلص فی عمله؟!

ولهذا وضع شرط العدالة فی مسائل التقلید إلى جانب الإجتهاد والأعلمیة، أی لابدّ لمرجع التقلید من أن یکون تقیّاً ورعاً بالإضافة إلى علمیته فی المسائل الإسلامیة.


1. تفسیر نورالثقلین، ج 3، ص 55 و56.
2. المصدر السابق.
3. المصدر السابق.
4. إحقاق الحق، ج3، ص 428 ـ والمقصود من تفسیر الأثنى عشر، هو تفاسیر کل من: أبی یوسف، ابن حجر، مقاتل بن سلیمان، وکیع بن جراح، یوسف بن موسى، قتادة، حرب الطائی، السدی، مجاهد، مقاتل بن حیان، أبی صالح ومحمد بن موسى الشیرازی.
وروی حدیث آخر عن جابر الجعفی فی تفسیر الآیة، فی کتاب الثعلبی أنّه قال: لما نزلت هذه الآیة قال علی (علیه السلام): «نحن أهل الذکر»ـ راجع المصدر أعلاه ـ .5. تفسیر نور الثقلین، ج3، ص57.
اِسألوا إن کنتم لا تعلمون! سورة النّحل / الآیة 45 ـ 47
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma