اِسألوا إن کنتم لا تعلمون!

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 7
سورة النّحل / الآیة 43 ـ 44 من هم أهل الذکر؟

بعد أنْ عرض القرآن فی الآیتین السابقتین حال المهاجرین فی سیاق حدیثه عن المشرکین، یعود إلى بیان المسائل السابقة فیما یتعلق باُصول الدین من خلال إجابته لأحد الإشکالات المعروفة; حین یتقوّل المشرکون: لماذا لم ینزل اللّه ملائکة لإبلاغ رسالته؟... أو یقولون: لِمَ لَمْ یجهّز النّبی (صلى الله علیه وآله) بقدرة خارقة لیجبرنا على ترک أعمالنا!؟..

فیجیبهم اللّه عزَّ وجلّ بقوله: (وما أرسلنا من قبلک إلاّ رجالا نوحی إلیهم ).

نعم. فإنّ أنبیاء اللّه (علیهم السلام) جمیعهم من البشر، وبکلّ ما یحمل البشر من غرائز وعواطف إنسانیة، حتى یحس بالألم ویدرک الحاجة کما یحس ویدرک الآخرون.

فی حین أنّ الملائکة لا تتمکن من إدراک هذه الاُمور جیّداً والاطلاع على ما یدور فی أعماق الإنسان بوضوح.

إنّ وظیفة الأنبیاء إبلاغ رسالة السماء والوحی الإلهی، وإیصال دعوة اللّه إلى الناس والسعی الحثیث وبالوسائل الطبیعیة لتحقیق أهداف الوحی، ولیس باستعمال قوى إلهیّة خارقة للسنن الطبیعیة لإجبار الناس بقبول الدعوة وترک الانحرافات، وإلاّ فما کان هناک فخر للإیمان ولا کان هناک تکامل.

ثمّ یضیف القول (تأکیداً لهذه الحقیقة): (فاسألوا أهل الذّکر إن کنتم لا تعلمون ).

«الذّکر»: بمعنى العلم والإطلاع، و«أهل الذکر» له من شمولیة المفهوم بحیث یستوعب

جمیع العالمین والعارفین فی کافة المجالات. وإذا فسّر البعض کلمة «أهل الذکر» فی هذا المورد بــ  (أهل الکتاب)، فهو لا یعنی حصر هذا المصطلح بمفهوم معیّن، وما تفسیرهم فی واقعة إلاّ تطبیق لعنوان کلی على أحد مصادیقه. لأنّ السؤال عن الأنبیاء والمرسلین السابقین وهل أنّهم من جنس البشر وذوی رسالات ووظائف ربّانیة، یجب أن یکون من علماء أهل الکتاب.

وبالرّغم من عدم وجود الوفاق التام بین علماء الیهود والنصارى من جهة والمشرکین من جهة اُخرى، إلاّ أنّهم مشترکون فی مخالفتهم للإسلام، ولهذا فیمکن أن یکون علماء أهل الکتاب مصدراً جیّداً بالنسبة للمشرکین فی معرفة أحوال الأنبیاء السابقین.

یقول الراغب فی مفرداته: إنّ الذکر على معنیین، الأوّل: الحفظ. والثّانی: التذکّر واستحضار الشیء فی القلب، ولذلک قیل: الذکر ذکران، ذکر بالقلب وذکر باللسان.. ولذا رأینا أنّ الذکر یطلق على القرآن لأنّه یعرض الحقائق ویکشفها.

ثمّ تقول الآیة التالیة: (بالبیّنات والزّبر ) (1) .

«البینات»: جمع بیّنة، بمعنى الدلائل الواضحة. ویمکن أن تکون هنا إشارة إلى معاجز وأدلة إثبات صدق الأنبیاء (علیهم السلام) فی دعوتهم.

«الزبر»: جمع زبور، بمعنى الکتاب.

فالبیّنات تتحدث عن دلائل إثبات النّبوة، والزّبر إشارة إلى الکتب التی جمعت فیها تعلیمات الأنبیاء.

ومن ثمّ یتوجّه الخطاب إلى النّبی (صلى الله علیه وآله): (وأنزلنا إلیک الذّکر لتبیّن للنّاس ما نزّل إلیهم ولعلّهم یتفکّرون )، لیبیّن للناس مسؤولیتهم تجاه آیات ربّهم الحق.

فدعوتک ورسالتک لیست بجدیدة من الناحیة الأساسیة، وکما أنزلنا على الذین من قبلک من الرسل کتباً لیعلّموا الناس تکالیفهم الشرعیة، فقد أنزلنا علیک القرآن لتبیّن تعالیمه ومفاهیمه، وتوقظ به الفکر الإنسانی لیسیروا فی طریق الحق بعد شعورهم بالمسؤولیة الملقاة على عاتقهم، ولیتجّهوا صوب الکمال (ولیس بطریق الجبر والقوّة).


1. أعطى المفسّرون احتمالات متعددة فی الفعل الذی تتعلق به عبارة (بالبینات والزبر )... فقال بعضهم: إنّها متعلقة بـ (لا تعلمون ) کما قلنا وهو ینسجم مع ظاهر الآیات، وبملاحظة أنّ الفعل (علم) یتعدى بالباء وبدونها، وقال بعض آخر: أنّها متعلقة بجملة تقدیرها «أرسلنا» وهی فی الأصل «أرسلناهم بالبینات والزبر»، وقال آخرون: إنّها متعلقة بجملة «وما أرسلنا» فی الآیة السابقة، وقال غیرهم: إنّها متعلقة بجملة «نوحی إلیهم»، والواضح أنّ جمیع الآراء المطروحة کلّ منها یحدد مفهوماً معیّناً للآیة، ولکن فی المجموع العام لایوجد تفاوت کبیر فیما بینها.
سورة النّحل / الآیة 43 ـ 44 من هم أهل الذکر؟
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma