2ـ لماذا الزّیتون والنخیل والأعناب دون غیرها؟!

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 7
1ـ النعم المادیة والمعنویة 3ـ التفکّر والتعقّل والتذکّر

یمکننا للوهلة الاُولى أن نتصور أنّ ذکر القرآن للزیتون والتمر والعنب، فی الآیات مورد

البحث، لوجودها فی المنطقة التی نزل فیها القرآن.. ولکنْ بملاحظة الجانب العالمی لرسالة القرآن ومع الإعتقاد ببقائها واستمرارها بالإضافة إلى التوجّه لعمق التعبیر القرآنی.. یتّضح لنا خطل ذلک التصور.

یقول العلماء المتخصصون بالأغذیة (ممن صرفوا السنین الطوال فی البحث عن فوائد وخواص الأغذیة): إنّ القلیل من الفواکه التی تنفع بدن الإنسان من الناحیة الغذائیة هی بمستوى هذه الثمار الثلاث.

ویقولون: إنّ (زیت الزیتون) له قیمة عالیة جدّاً لتأمین السعرات الحراریة اللازمة للبدن، ولذلک یعتبر من الأغذیة المقویّة للبدن، وعلى الذین یریدون حفظ سلامتهم أن یواظبوا على تناول هذا الإکسیر.

إنّ زیت الزیتون ملائم لکبد الإنسان، مؤثّر فعّال فی رفع عوارض الکلى، والقولنج الکلوی والکبدی والیبوسة.

ولهذا نجد له مدحاً کثیراً فی الرّوایات، ففی حدیث عن الإمام علی بن موسى الرض (علیه السلام)أنّه قال عن الزیتون: «نعم الطعام الزیت، یطیب النکهة، ویذهب البلغم، ویصفی اللون، ویشد العصب، ویذهب بالوصب، ویطفیء الغضب» (1) .

والأهم من ذلک کلّه تسمیة القرآن لشجرة الزیتون بـ «الشجرة المبارکة».

وللتمر حدیث أیضاً حیث ثبتت الأهمیّتین العلاجیة والغذائیة له من خلال ما بیّنه علماء الطب والأغذیة..فقد اتّضح وجود الکالسیوم فیه الذی یعتبر العامل الأساسی لبناء وتقویة العظام، وکذلک الفسفور الذی یعتبر من العناصر الأساسیة فی تکوّن الدماغ، بالإضافة إلى أنّ التمر یمنع ضعف الأعصاب ومزیل للتعب، کما أنّ له دوراً فی حدّة البصر.

وفیه البوتاسیوم الذی له الأهمیّة البالغة فی بناء خلایا الجسم، علاوة على أنّ فقدانه یسبب قرحة المعدة.

کما بات من المعروف عند المتخصصین فی علم الأغذیة أنّ التمر له الدور الفعّال فی عدم الإصابة بمرض السرطان.

وأظهرت الإحصائیات أنّ المناطق التی یکثر فیها تناول التمر هی أقل المناطق إصابة بهذا المرض الفتّاک. ولهذا نجد أنّ البدو فی الصحاری العربیة مع ما یعانونه من فقر غذائی إلاّ أنّهم لا یصابون بمرض السرطان، ویعزى سبب ذلک إلى وجود المغنیسیوم فی التمر، غذائهم الأول.

أمّا السکر الموجود فی التمر فیعتبر من أفضل أنواع السکریات، حتى أنّه لا یسبب ضرراً لکثیر من المصابین بمرض السکر عند تناوله.

وقد اکتشف العلماء لحدّ الآن ثلاث عشرة مادة حیاتیة وخمسة أنواع من الفیتامینات فی التمر، تجعله مصدراً غذائیاً غنیّاً وذا قیمة عالیة جدّ(2) .

ولهذا ورد تأکید واسع على أهمیّة هذه المادة الغذائیة فی الرّوایات، وممّا روی عن علی (علیه السلام) أنّه قال: «کل التمر فإنّ فیه شفاء من الأدواء».

وقد روی أیضاً أنّ طعام أمیر المؤمنین (علیه السلام) کثیراً ما کان الخبز والتمر.

وفی روایة اُخرى: «بیت لا تمر فیه جیاع أهله» (3) .

وفی سورة مریم أنّ اللّه أطعم مریَم عندما ولدت عیسى (علیه السلام)، الرطب، وهو إشارة إلى أنّ أفضل غذاء للمرأة حدیثة الولادة التمر، وعلیه کان تأکید الرّوایات بخصوص تفسیر هذه الآیة.. إنّ أفضل طعام لها هو التمر(4) .

أمّا العنب.. فیقول عنه علماء الأغذیة: إنّ ما فیه من الفوائد تدعونا إلى القول بأنّه صیدلیة طبیعیة متکاملة.

إضافة إلى أنّ خواص العنب شبیهة جدّاً بخواص حلیب الأم (أیْ أنّه غذاء کامل)، وفائدته ضِعف فائدة اللحم، وهو ذو سعرة حراریة عالیة، ومقاوم للسموم، وله أثر علاجی قطعی فی تصفیة الدم والوقایة من الروماتیزم والنقرس، ویزید فی الدم، وینظّف المعدة والأمعاء، وهو: منشط، مزیل للتعب، مقوٍّ للأعصاب، وتعطی الفیتامینات المختلفة التی یحتویها قوّة للإنسان.

وإضافة لکونه مادة غذائیة مهمّة فله القدرة على مکافحة المیکروبات بدرجة ملحوظة، حتى اُعتبر من العوامل المهمّة فی مکافحة مرض السرطان والوقایة منه(5) .

وروی عن النّبی (صلى الله علیه وآله) أنّه قال: «خیر طعامکم الخبز، وخیر فاکهتکم العنب» (6) .

ولو أردنا ذکر کلّ ما أورده علماء التغذیة بخصوص الفواکه الثلاث وضمّناها ما جاء بصددها من روایات لخرجنا عن طبیعة التّفسیر، وإنّما کان القصد من هذه الإطالة بیان السبب العلمی الدقیق وراء ذکر هذه الفواکه فی الآیة المشار إلیها، ولعلّ أکثر ما ذکر من فوائد کان خافیاً على أهل زمان نزول الآیة.


1. بحار الأنوار، ج 66، ص 183.2. أول جامعة وآخر نبی، ج 7، ص 65، ویختص هذا الجزء بشرح الخواص الغذائیة والصحیة والعلاجیة للتمر والعنب ویطلع الإنسان من خلاله على أهمیّة هذین الغذائین.
3. سفینة البحار، ج1، ص124.
4. المصدر السابق.
5. أول جامعة وآخر نبی، ج 7، ص 101 و142.
6. الإسلام طبیب بلا دواء.
1ـ النعم المادیة والمعنویة 3ـ التفکّر والتعقّل والتذکّر
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma