(أتى أمْرُ اللَّهِ ):

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 7
سورة النّحل / الآیة 1 ـ 2 سورة النّحل / الآیة 3 ـ 8

ذکرنا سابقاً أنّ قسماً مهمّاً من الآیات التی جاءت فی أوّل السورة هی آیات مکّیة نزلت حینما کان النّبی (صلى الله علیه وآله) یخوض صراعاً مشتدّاً مع المشرکین وعبدة الأصنام، وما یمرّ یوم حتى یطلع أعداء الرسالة بمواجهة جدیدة ضد الدعوة الإسلامیة المبارکة، لأنّها ترید بناء صرح الحریّة، بل کلّ الحیاة من جدید.

ومن جملة مواجهاتهم الیائسة قولهم للنّبی (صلى الله علیه وآله) حینما یهددهم وینذرهم بعذاب اللّه: إنْ کان ذلک حقاً فَلِمَ لا یحلّ العذاب والعقاب بنا إذن؟!

ولعلّهم یضیفون: وحتى لو نزل العذاب فسنلتجیء إلى الأصنام لتشفع لنا عند اللّه فی رفع العذاب.. وَلِمَ لا یکون ذلک، أَوَ لسن شفیعات؟!..

وأوّل آیة من السورة تُبطل أوهام اُولئک بقوله تعالى: (أتى أمر اللّه فلا تستعجلوه )، وإنْ اعتقدتم أنّ الأصنام شافعة لکم عند اللّه فقد أخطأتم الظن (سبحانه وتعالى عمّا یشرکون ).

فـ «أمر اللّه» هنا: أمر العذاب للمشرکین، أمّا الفعل «أتى» فالمراد منه المستقبل الحتمی الوقوع على الرّغم من وقوعه بصیغة الماضی، ومثل هذا کثیر فی الأسلوب البلاغی للقرآن.

واحتمل بعض المفسّرین أنَّ «أمر اللّه» إشارة إلى نفس العذاب ولیس الأمر به.

واحتمل بعض آخر أنّ المراد به یوم القیامة.

ویبدو لنا أنّ التّفسیر الذی ذکرناه أقرب من غیره، واللّه العالم.

وبما أنَّ مستلزمات العدل الإلهی اقتضت عدم العقاب إلاّ بعد البیان الکافی والحجّة التامة، فقد أضاف سبحانه: (ینزّل الملائکة بالروح من أمره(1) على مَنْ یشآء من عباده أن أنذروا أنّه لا إله إلاّ أَنَ ) بناء على هذا الإنذار والتذکیر (فاتّقون ).

أمّا المقصود من «الروح» فی الآیة فهناک کلام کثیر بین المفسّرین فی ذلک إلاّ أنّ الظاهر منها هو: الوحی والقرآن والنّبوة.. والتی هی مصدر الحیاة المعنویّة للبشریّة.

وقد فصل بعض المفسّرین الوحی عن القرآن وعن النّبوة، معتبراً ذلک ثلاثة تفاسیر مستقلة للکلمة، ولکنّ الظاهر رجوع الجمیع إلى حقیقة واحدة.

وعلى أیّة حال فکلمة «الروح» فی هذا الموضوع ذات جانب معنوی وإشارة إلى کلّ ما هو سبب لإحیاء القلوب وتهذیب النفوس وهدایة العقول، کما نقرأ فی الآیة 24 من سورة الأنفال: (یا أیّها الّذین آمنوا استجیبوا للّه وللرّسول إذا دعاکم لما یحییکم )... وفی الآیة 15 من سورة غافر: (یلقی الروح من أمره على من یشاء من عباده )... وفی الآیة 52 من سورة الشورى: (وکذلک أوحینا إلیک روحاً من أمرنا ما کنت تدری ما الکتاب ولا الإیمان ).

وجلیٌّ أنّ «الرّوح» فی الآیات المتقدمة ترمز إلى «القرآن» و«الوحی»«أمر النّبوة».

وقد وردت «الرّوح» بمعانی أخر فی مواضع من القرآن الکریم، ولکنْ مع الأخذ بنظر الاعتبار ما ذکر من قرائن، نخلص إلى أنّ المراد من مفهوم «الروح» فی الآیة مورد البحث هو القرآن وما تضمّنه الوحی.

وجدیر بالملاحظة أنّ عبارة (على مَنْ یشاء من عباده ) لا تعنی أنّ هدایة الوحی والنّبوة لا حساب فیها، لأنّه لا انفصام ولا ضدیّة بین مشیئة اللّه وحکمته، کما تحدثنا فی ذلک الآیة 124 من سورة الأنعام: (اللّه أعلم حیث یجعل رسالته ).

ولا ینبغی غضّ الطرف من کون الإنذار من أوائل الأوامر الرّبانیة الموجّهة إلى الأنبیاء (علیهم السلام) بدلیل عبارة (أن أنذرو )، لأنّ من طبیعة الإنذار أن یعقبه انتباه فنهوض وحرکة.

صحیح أنّ الإنسان طالب للمنفعة ودافع للضرر، ولکنّ التجربة أظهرت أنّ للترغیب أثر بالغ لمن یمتلک أسس وشرائط قبول الهدایة، أمّا مَنْ أعمت بصیرتهم ملهیات الحیاة الدنیا فلا ینفع معهم إلاّ التهدید والوعید، وفی بدایة دعوة النّبی کان من الضروری استخدام اُسلوب الانذار الشدید.


1. «مِنْ» فی عبارة (من أمره ) جاءت بمعنى «بـ» السببیة.
سورة النّحل / الآیة 1 ـ 2 سورة النّحل / الآیة 3 ـ 8
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma