لقد اُوصی النّبی (صلى الله علیه وآله) مراراً من خلال القرآن أنْ یکون مع المؤمنین متواضعاً، محبّاً، سهلا ورحیماً، والوصایا لیست منحصرة بخصوص نبی الإسلام (صلى الله علیه وآله)، بل هی عامّة لکل قائد ومُوجِّه، سواء کانت دائرة قیادته واسعة أم محدودة، فعلیه أن یأخذ بهذا الأصل الأساسی فی الإدارة والقیادة الصحیحة.
إنّ حب وتعلّق الأفراد بقائدهم من الاُسس الفاعلة لنجاح القائد، وهذا ما لا یتحقق من دون تواضعه وطلاقة وجهه وحبّه لخیر أفراده.
أمّا خشونة وقساوة القائد فلا تؤدّی إلاّ إلى فصم رابطة الإلتحام بینه وبین الأفراد ممّا یؤدّی إلى تفرّق وتشتّت الناس عن قائدهم.
قال أمیر المؤمنین علی (علیه السلام) فی رسالته إلى محمّد بن أبی بکر: «فاخفض لهم جناحک وألن لهم جانبک وابسط لهم وجهک وآس بینهم فی اللحظة والنظرة» (1) .