إنّ النعم المادیة والروحیة الأخرویة التی صوّرتها الآیات السابقة فی حقیقتها تشکّل أصول النعم لهذا العالم، ولعلّ القرآن الکریم یرید أن یفهمنا بأنّنا یمکن أن نوجد جنّة صغیرة فی حیاتنا تکون شبیهة بتلک الجنّة الکبیرة، فیما لو استطعنا أن نوفر شرائطها المطلوبة اللازمة.
فلو طهّرنا قلوبنا من الحقد والعداوة.
وقوّینا بیننا روابط الأخوّة والمحبّة.
و حذفنا من حیاتنا تلک الاعتبارات وأشکال الترف الزائدة والمفرّقة.
وإذا ما عملنا لتحقیق الأمن والسلام فی مجتمعنا.
وإذا أدرک الناس بأنّه لا استعباد ولا استغلال ولا طبقیة فیما بینهم... فإنّنا ـ والحال هذه ـ سنکون فی جنّة الحیاة الدنیا!!