قرأنا فی الآیات مورد البحث أنّ لجهنّم سبعة أبواب (ولیس بعیداً أن یکون ذکر العدد فی هذا المورد للکثرة کما ورد هذا العدد فی الآیة السابعة والعشرین من سورة لقمان بهذا المعنى أیضاً).
ومن الواضح أنّ تعدد أبواب جهنّم (کما هو تعدد أبواب الجنّة) لم یکن لتسهیل أمر دخول الواردین نتیجة لکثرتهم، بل هی إشارة إلى الأسباب والعوامل المتعددة التی تؤدّی لدخول الناس فی جهنّم، وأنّ لکلّ من هذه الذنوب باب معیّن یؤدّی إلى مدرکه.
ففی نهج البلاغة: «إنّ الجهاد باب من أبواب الجنّة فتحه اللّه لخاصّة أولیائه» (1) ، وفی الحدیث المعروف: «إن السیوف مقالید الجنّة».. فهذه التعبیرات تبیّن لنا بوضوح ما المقصود من تعدد أبواب الجنّة والنّار.
وثمّة نکتة لطیفة فی ما روی عن الإمام الباقر (علیه السلام): «إنّ للجنّة ثمانیة أبواب» (2) ، فی حین أنّ الآیات تذکر أنّ لجهنّم سبعة أبواب، وهذا الاختلاف فی العددین إشارة إلى أنّه مع کثرة أبواب العذاب والهلاک إلاّ أنّ أبواب الوصول إلى السعادة والنعیم أکثر، (وقد تحدثنا عن ذلک فی تفسیر الآیة 23 من سورة الرعد).