1ـ التکبر والغرور من المهالک العظام

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 6
خلق الإنسان: 2ـ على مَنْ یتسلط الشیطان؟

المستفاد تربویاً من قصة إبلیس فی القرآن هو أنّ الکبر والغرور من الأسباب الخطیرة فی عملیة الإنهیار والسقوط من المکانة المحترمة المرموقة إلى مدارک الدون والخسران.

فکما هو معلوم أنّ إبلیس لم یکن من الملائکة (کما تشیر إلى ذلک الآیة الخمسون من سورة الکهف) إلاّ أنّه ارتقى الدرجات العُلا ونال شرف العیش بین صفوف الملائکة نتیجة لطاعته السابقة للّه عزَّوجلّ، حتى أنّ البعض قال عنه: إنّه کان معلّماً للملائکة، ویستفاد من الخطبة القاصعة فی (نهج البلاغة) أنّه عبد اللّه عزَّ وجلّ آلاف السنین.

لکن شراک التعصب الأعمى وعبادة هوى النفس المهلک قد أدّیا الى خسرانه کلّ ذلک فی لحظة تکبر وغرور.

بل إنّ حبّ الذات والغرور والتعصب والتکبّر قد جعلته یستمر فی موقفه المریض ویوغل قدمه فی وحل الإصرار على الإثم والسیر المتخبط فی جادة العناد، فنسی أو تناسى ما للتوبة والإستغفار من أثر إیجابی، حتى دعته الحال لأن یشارک کلّ الظلمة والمذنبین من بنی آدم فی جرائمهم وذنوبهم بوسوسته لهم.. وبات علیه أن یتحمل نصیبه من عذاب الجمیع یوم الفزع الأکبر.

ولیس ابلیس فحسب، بل إنّ التاریخ یحدثنا عن أصحاب النفوس المریضة ممن رکبهم الغرور والکبر فعاثوا فی الأرض فساداً بعد أن غطّت العصبیة رؤاهم، وحجب الجهل بصیرتهم، وسلکوا طریق الظلم والإستبداد وسادوا على الرقاب بکلّ جنون فهبطوا إلى أدنى درجات الرذیلة والإنحراف عن الطریق القویم.

إنّ هاتین السمتین الأخلاقیتین (التکبّر والغرور) فی الواقع.. نار رهیبة محرقة. فکما أنّ مَنْ صرف وطراً من عمره فی بناء وتأثیث دار، لربّما فی لحظات معدودات یتحول إلى هباء منثور بسبب شرارة صغیرة.. فالتکبّر والغرور یفعل فعل النّار فی الحطب ولا تنفع معه تلک السنین المعمورة بالطاعة والبناء.

فأیُّ درس أنطق من قصة إبلیس وأبلغ؟!

إنّ إبلیس قد اختلطت علیه معانی الأشیاء فراح یضع المعانی حسب تصوراته الخادعة المحدودة ولم یدرک أنّ النّار لیست أفضل وأشرف من التراب، والتراب مصدر جمیع البرکات کالنباتات والحیوانات والمعادن وهو محلّ حفظ المیاه، وبعبارة أشمل هو منبع وأصل کلّ الکائنات الحیّة، وما عمل النّار إلاّ الإحراق، وکثیراً ما تکون مخرّبة ومهلکة.

ویصف أمیر المؤمنین (علیه السلام) إبلیسَ بأنّه «عدو للّه، إمام المتعصبین وسلف المستکبرین» ثمّ یقول: «ألا ترون کیف صغّره اللّه بتکبره ووضعه بترفعه، فجعله فی الدنیا مدحوراً وأعد له فی الآخرة سعیراً» (1) .

وکما أشرنا سابقاً أنّ إبلیس کان أوّل مَنْ وضع اُسس مذهب الجبر الذی ینکره وجدان أی إنسان. حیث إنّ الدافع المهم لأصحاب هذا المذهب تبرئة ساحة المذنبین من أعمالهم المخالفة لشرع اللّه، وکما قرأنا فی الآیات مورد البحث من أنّ إبلیس تذرّع بتلک الکذبة الکبیرة لأجل تبرئة نفسه، وأنّه على حق فی إضلاله لبنی آدم حین قال: (ربّ بما أغویتنی لاُزینّن لهم فی الأرض ولاُغوینّهم أجمعین).


1. نهج البلاغة، الخطبة 192.
خلق الإنسان: 2ـ على مَنْ یتسلط الشیطان؟
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma