دور الرّیاح والأمطار:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 6
سورة الحجر / الآیة 22 ـ 25 مَنْ هم المستقدمون والمستأخرون؟

بعد أن عرض القرآن الکریم فی الآیات السابقة قسماً من أسرار الخلیقة والنعم الإلهیّة کخلق الأرض والجبال والنباتات وما تحتاجه الحیاة من مستلزمات، یشیر فی أولى الآیات المبحوثة إلى حرکة الریاح وما لها من آثار فی عملیة نزول المطر، فیقول: (وأرسلنا الرّیاح لواقح فأنزلنا من السّماء ماءً فأسقینا کموه وما أنتم له بخازنین).

«لواقح» جمع «لاقح»... وهی تشیر هنا إلى دور الریاح فی تجمیع قطع السحاب مع بعضها لتهیئة عملیة سقوط الأمطار.

وقد ذهب بعض العلماء المعاصرین إلى أنّ الآیة تشیر إلى عملیة تلقیح النباتات بواسطة الریاح، وبها یستدلون على الإعجاز العلمی للقرآن، على اعتبار أنّ عصر نزول القرآن ما کان یحظى بما وصل إلیه عصرنا من العلوم الحدیثة، وأنّ إخبار القرآن بهذه الحقیقة العلمیة (عملیة التلقیح) من ذلک الوقت لدلیل على إعجازه العلمی.

مع قبولنا بحقیقة تلقیح النباتات ودور الریاح فیها، إلاّ أنّنا لا نرى ما یشیر لما ذهب إلیه علماء الیوم لسببین:

الأوّل: وجود قرینة نزول المطر بعد کلمة لواقح مباشرة.

الثّانی: وجود فاء السببیة بینهما (بین لواقح ونزول المطر).

ممّا یبیّن بشکل جلی أنّ تلقیح الریاح یعقبه نزول المطر.

ویعتبر ما جاء فی الآیة المبارکة من روائع الکلم، حیث شبّه قطع السحاب بالآباء والأمهات، یتمّ تزاوجهم بأثر الریاح، فتحمل الاُمهات، ثمّ تلقی بما حملت (قطرات المطر) إلى الأرض.

ویمکن حمل (ما أنتم له بخازنین) على أنّها إشارة لخزن ماء المطر فی السحب قبل نزوله، أی إنّکم لا تستطیعون استملاک السحب التی هی المصدر الأصلی للأمطار.

ویمکن حملها على أنّها إشارة إلى جمع وخزن الأمطار بعد نزولها، أی إنّکم لا تقدرون على جمع میاه الأمطار بمقادیر کبیرة حتى بعد نزوله، وأنّ اللّه عزَّوجلّ هو الذی یحفظها ویخزنها على قمم الجبال بهیئة ثلوج، أو ینزلها فی أعماق الأرض لتکون بعد ذلک عیوناً وآباراً.

ثمّ ینتقل من مظاهر توحید اللّه إلى المعاد ومقدماته: (وإنّا لنحن نحیی ونمیت ونحن الوارثون)، فیذکر مسألة الحیاة والموت التی تعتبر من أهمّ المقدمات لبحث موضوع المعاد، إضافة لکون هذه المسألة من مکمّلات موضوع التوحید، باعتبار أنّ مسألة الحیاة منذ بدایتها وحتى انتهائها بالموت تشکّل نظاماً مترابطاً فی عالم الوجود لا یمکن تصوّر تشکیله إلاّ بوجود علم وقدرة مطلقین، بالإضافة إلى أنّ وجود الحیاة والموت بحدّ ذاته دلیل على أنّ موجودات هذا العالم لا تملک زمام أنفسها ناهیک عمّا هو بأیدیها، وأنّ الوارث الحقیقی لکلّ شیء هو اللّه تعالى.

ثمّ یضیف: (ولقد علمنا المستقدمین منکم ولقد علمنا المستأخرین).

أیْ، نحن على علم بهم وبما یعملون، وإنّ أمر محاسبتهم وجزائهم فی المعاد علینا سهل یسیر.

ولهذا، نرى الآیة التی تلیها: (وإنّ ربّک هو یحشرهم إنّه حکیم علیم) مرتبطة تماماً مع ما قبلها ومتمّمة من خلال طرحها مسألة ما سیکون بعد الموت.. فحکمة الباری أوجبت أن لا یکون الموت نهایة لکلّ شیء.

فلو أنّ الحیاة انحصرت بهذه الفترة الزمنیة المحدودة وینتهی کلّ شیء بالموت لکانت عملیة الخلق عبثاً، وهذا غیر معقول، لأنّه تعالى منزّه عن العبث.

فالحکمة الإلهیّة اقتضت من «حیاة الدنیا أن تکون مرحلة إستعداد لمسیرة دائمة نحو المطلق»، وبتعبیر آخر: مقدمة لحیاة أبدیّة خالدة. وأمّا کونه سبحانه علیماً.. فهو علیم بصحائف أعمال الجمیع المثبتة فی قلب هذا العالم الطبیعی من جهة، وکذلک فی اعماق وجود الانسان من جهة اُخرى، ولا تخفى علیه خافیة یوم یقوم الحساب.

وکونه سبحانه الحکیم العلیم فی هذا المورد دلیل قوی وعمیق الغور على مسألة الحشر والمعاد.

سورة الحجر / الآیة 22 ـ 25 مَنْ هم المستقدمون والمستأخرون؟
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma