طلب نزول الملائکة:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 6
 سورة الحجر / الآیة 6 ـ 8 سورة الحجر / الآیة 9

تبتدىء الآیات بتبیان موقف العداء الأعمى والتعصب الأصم للقرآن الحکیم والنّبی الأکرم (صلى الله علیه وآله) من قبل الکفار، فتقول: (وقالوا یا أیّها الّذی نزّل علیه الذّکر إنّک لمجنون).

ومن خلال کلامهم یظهر بجلاء مدى وقاحتهم وسوء الأدب الذی امتازوا به حین مخاطبتهم للنّبی (صلى الله علیه وآله)، فتارة یقولون: (یا أیّها الّذی)، واُخرى: (نُزّل علیه الذّکر) بصیغة الهزؤ والإنکار لآیات اللّه سبحانه، وثالثة: یستعملون أدوات التوکید «إن» ولام القسم لیتّهموا أشرف خلق اللّه (صلى الله علیه وآله) بالجنون!

نعم، الخصم المریض الجاهل حینما یقابل حکیماً لا نظیر له، فأوّل ما یرمیه بالجنون، لأنّه ینطلق من جهله الذی لا یستوعب الحکمة والمعقول، فیرى کل ما فوق تصوره القاصر غیر معقول، ویوصم خصمه بالمجنون!

هؤلاء الاشخاص لدیهم تعصب خاص نحو کلّ ما ألفوه فی محیطهم الاجتماعی حتى وإن کان ضلالا وانحرافاً، لذا تراهم یواجهون کلّ دعوة جدیدة على أساس أنّها غیر معقولة، فهم یخشون من کلّ جدید، ویتمسکون بشدّة بالعادات والتقالید القدیمة.

أضف إلى ذلک، أنّ مَن استهوته الدنیا وعاش لها لا یفقه المعانی الروحیة والقیم الإنسانیة ویوزن کلّ شیء بالمعاییر المادیة، فإذا شاهد شخصاً یضحی بکلّ شیء وحتى بنفسه لأجل أنْ یصل إلى هدف معنوی، فسوف لا یصدّق بأنّه عاقل، لأنّ العقل فی عرفهم هو ما یصیب: المال الوافر، الزوجة الجمیلة، الحیاة المرفّهة، والوجاهة الکاذبة!

وعلیه، فحینما یرون رجلا قد عرضت علیه الدنیا بکلّ ما یحلمون به فأبى أن یقبلها وقال: «واللّه لو وضعتم الشمس فی یمینی والقمر فی شمالی على أن أترک هذا الأمر ما ترکته» فسیقولون عنه: إنّه لمجنون!

الملفت فی التهم الموجّهة إلى أنبیاء اللّه تعالى أنّها تحمل بین طیّاتها تضاداً واضحاً یُلمس بأدنى تدبّر، ففی الوقت الذی یرمون النّبی بالجنون یعودون ویقولون عنه: إنّه لساحر، فمع أنّ الساحر لابدّ له من الذکاء والنباهة، فهل یعقل أن یکون الساحر، مجنوناً؟!

إنّهم لم یکتفوا بنسبة الجنون إلى النّبی (صلى الله علیه وآله)، بل تحججوا قائلین: (لو ما تأتینا بالملائکة إن کنت من الصّادقین).

فیجیبهم الباری جلّ شأنه: (ما ننزّل الملائکة إلاّ بالحق وما کانوا إذاً منظرین). فلو تمّ انزال الملائکة وشاهدوا الحقیقة بأعینهم ثمّ لم یؤمنوا بها فسوف یحیق بهم، العذاب الإلهی دون إمهال.

وللمفسّرین وجوهاً متباینة فی تفسیر (ما ننزّل الملائکة إلاّ بالحق):

یرى البعض، أنّ أمر تنزیل الملائکة لا یتعلق بما یتقوّله القائلون تحججاً، بل هو إعجاز ربانی لإظهار الحق وإحقاقه.

وبعبارة اُخرى، فالإعجاز لیس أمراً ترفیهیاً یناغی تصورات الأخرین بقدر ما هو حجة إلهیّة لإثبات الحق وإماطة الباطل.

وقد أشبعت هذه الحقیقة بصورة وافیة لمن یرى النّور نوراً والظلام ظلاماً من خلال ما أوصله نبی الإسلام (صلى الله علیه وآله) عن طریق القرآن والمعاجز الاُخرى.

المقصود من کلمة «الحق» هو العقاب الدنیوی بالبلاء المهلک، وبعبارة اُخرى (عذاب الإستئصال).

أیْ... فی حال عدم إیمان الکفار المعاندین بعد نزول الملائکة على ضوء اقتراحهم فهم هالکون قطعاً.

وبهذا تکون جملة (وما کانوا إذاً منظرین) مؤکّدة لهذا المعنى، وأمّا على التّفسیر الأوّل فإنّها تتناول موضوعاً جدیداً.

وقیل المراد بالحق فی الآیة: الموت، أی أنّ الملائکة لا تنزل إلاّ لقبض الأرواح.

لکنّ هذا المعنى بعید جدّاً أمام ما یحفل به القرآن من ذکر نزول الملائکة فی قصتی إبراهیم ولوط (علیهما السلام) ومعرکة بدر...الخ.

وقیل المراد بالحق الشهادة (المشاهدة).

أیْ... مادام الإنسان یعیش فی عالم الدنیا فهو عاجز عن رؤیة ماوراء هذا العالم حیث هناک تسبح الملائکة بحمد ربّها، لأنّ الحجب المادیة قد أفسدت رؤیته ولا یتسنى له ذلک إلاّ بعد الرحیل إلى العالم الآخر، وحین ذلک ینتهی مفعول المادیات فتزال الحجب ویرى الملائکة.

یواجه هذا التّفسیر نفس ما واجهه التّفسیر الثّالث من إشکال، فقوم لوط مثلا، على ما کانوا علیه من کفر وانحراف، فقد رأوا ملائکة العذاب فی دنیاهم (1) .

من خلال ما تقدم یتبیّن لنا أنّ التّفسیرین الأوّل والثّانی ینسجمان مع ظاهر الآیة دون الآخرین.

أمّا ما ورد فی ذیل الآیة من عدم الامهال بعد استجابة مطالیبهم فی رؤیة المعاجز الحسیّة وعدم ایمانهم بها، فلأنّه قد تمّت الحجة علیهم وانتفت جمیع اعذارهم وتبریراتهم، وبما أنّ استدامة الحیاة إنّما هو لأجل اتمام الحجة واحتمال التوبة ورجوع الأفراد المنحرفین إلى الصراط المستقیم، وهذا الأمر لا موضوع له فی مثل هؤلاء الأشخاص، فلذلک یحین أجلهم وینالون جزاءهم الذی یستحقونه. (فتدبّر)


1. هود، 81.
 سورة الحجر / الآیة 6 ـ 8 سورة الحجر / الآیة 9
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma