واجه إبراهیم أوّلا عبّاد النّجوم ووقف مع مجموعة ممّن یعبدون الزهرة، التی تظهر بعد غروب الشمس مباشرةً، حیث کانوا منشغلین فی عبادتها، نادى إبراهیم ـ إمّا من باب الإستفهام الإنکاری، أو من باب التنسیق مع الطرف المقابل بعنوان المقدّمة، لإثبات إشتباههم ـ (هذا ربّی) وحینما أفل قال (إنّی لا أحبّ الآفلین).
(فلمّا رأى القمر بازغ) وبدأ عبدة القمر مراسم دعائهم (قال هذا ربّی)؟ فلمّا أفل قال: (لئن لم یهدنی ربّی لأکونن من القوم الضالّین).
(فلمّا رأى الشمس بازغةً) وقد نشرت أشعّتها الذهبیة على السهول الخضراء، وبدأ عبّاد الشمس تضرّعهم وعبادتهم لها قال إبراهیم (هذا ربّی هذا أکبر فلمّا أفلت قال یاقوم إنّی بریءٌ ممّا تشرکون) (1) . إنّ هذه الآلهة دائمة الاُفول والغروب، فلا اختیار لها إطلاقاً، بل هی أسیرة القوانین الطبیعیة فکیف تکون خالقة للکون؟
وأنهى (علیه السلام) هذه الفترة مع الوثنیین على أفضل صورة واستطاع أن یوقظ جماعة منهم ویجعل مجموعة اُخرى تشکّ فی عقیدتها.
ولم یمض وقت طویل حتى شاع صیتهُ... هذا الشاب الذی أنار قلوب الناس بمنطقه وبیانه البلیغین!