ولد إبراهیم (علیه السلام) فی أرض «بابل» التی کانت من بلدان العالم المهمّة، وتحکمها حکومة قویّة وجائرة، وفتح عینیه على العالم فی الوقت الذی کان نمرود بن کنعان الملک الجبّار الظالم یحکم أرض بابل ویعتبر نفسه الربّ الأعلى (1) .
بالطبع لم یکن للناس فی ذلک الوقت هذا الصنم فقط، بل کانت لهم أصنام مختلفة یعبدونها ویتقرّبون إلیها، والدولة فی ذلک الوقت کانت تدافع بقوّة عن الأصنام، لأنّها الوسیلة المؤثّرة فی تخدیر وتسخیف المجتمع، بحیث لو صدرت أی إهانة من أحد تجاهها یعتبرونها خیانة عظمى.
وقد نقل المؤرخّون قصّة عجیبة حول ولادة إبراهیم (علیه السلام) وخلاصتها هی: توقّع المنجّمون أنّه سوف یولد شخص ویحارب نمرود بکلّ قوّة، ولذلک فقد سعى جاهداً لأن یوقف ولادة هذا الشخص أو أن یقتله حین ولادته، إلاّ أنّه لم یتمکّن من ذلک وولد المولود.
واستطاعت اُمّه أن تحفظه عبر تربیته فی زوایا الغار القریب من مولده، بالشکل الذی أمضى ثلاثة عشر عاماً هناک.
وفی النهایة وبعد أن ترعرع فی مخفاه بعیداً عن أنظار شرطة نمرود، ووصل إلى سنّ الشباب، صمّم على الخروج منه والنّزول إلى المجتمع لیشرح لهم دروس التوحید التی إستلهمها من دخیلة نفسه وتأمّلاته الفکریة.