الیوم الذی تشخص فیه الأبصار:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 6
سورة إبراهیم / الآیة 42 ـ 45 1ـ لماذا وجّه الخطاب هنا إلى الرّسول الأکرم؟

کان الحدیث فی الآیات السابقة عن یوم الحساب، وبهذه المناسبة تجسّم هذه الآیات حال الظالمین والمتجبّرین فی ذلک الیوم، ثمّ تبیّن المسائل المتعلّقة بالمعاد وتکمل الحدیث السابق حول التوحید وتبدأ فی تهدید الظالمین: (ولا تحسبنّ الله غافلا عمّا یعمل الظّالمون).

وهذا فی الواقع جواب لاُولئک الذین یقولون: إذا کان لهذا العالم إله عادل فلماذا یترک الظالمین وحالهم؟ هل هو غافل عنهم أم لا یستطیع أن یمنعهم وهو یعلم بظلمهم؟

فیجیب القرآن الکریم على ذلک بأنّ الله لیس غافلا عنهم أبداً، لأنّ عدم عقابهم مباشرةً هو أنّ هذا العالم محلّ الامتحان والاختبار وتربیة الناس، وهذا لا یتمّ إلاّ فی ظلّ الحریة، وسوف یأتی یوم حسابهم (إنّما یؤخّرهم لیوم تشخص فیه الأبصار * مهطعین مقنعی رؤوسهم لایرتدّ إلیهم طرفهم وأفئدتهم هواء).

«تشخص» من مادّة «الشخوص» بمعنى توقّف العین عن الحرکة والنظر إلى نقطة بدهشة.

«مهطعین» من مادّة «إهطاع» بمعنى رفع الرقبة، ویعتقد البعض أنّها بمعنى «السرعة» وقال آخرون: تعنی «النظر بذلّة وخشوع». ولکن بالنظر إلى الجمل الاُخرى یکون المعنى الأوّل أقرب إلى الصحّة.

«مقنعی» من مادّة «الإقناع» بمعنى رفع الرأس عالیاً.

ومفهوم جملة (لا یرتدّ إلیهم طرفهم) لا یقدرون على أن یطرفوا من شدّة الهول، وکأنّ أعینهم کأعین الأموات عاطلة عن العمل!

وجملة (أفئدتهم هواء) بمعنى قلوبهم خالیة ومضطربة بحیث ینسون کلّ شیء حتى أنفسهم وفقدت قلوبهم وأنفسهم کلّ إدراک وعلم، وفقدوا کلّ قواهم.

إنّ بیان هذه الصفات الخمس: تشخص الأبصار، مهطعین، مقنعی رؤوسهم، لا یرتدّ إلیهم طرفهم، أفئدتهم هواء، صورة بلیغة لهول وشدّة ذلک الیوم على الظالمین الذین کانوا یستهزئون بکلّ شیء، وأصبحوا فی هذا الیوم لا یستطیعون حتى تحریک أجفان أعینهم.

ولکی لا یشاهدوا هذه المناظر المفجعة ینظرون إلى الأعلى فقط، فهؤلاء کانوا یعتقدون بکمال عقولهم ویعدّون الآخرین من الحمقى، فأصبحوا الیوم مدهوشین لدرجة أنّ نظرهم نظر المجانین، بل الأموات... نظر جاف عدیم الروح وملیء بالرعب والفزع...

نعم، عندما یرید القرآن الکریم أن یصوّر منظراً أو یجسّم موقفاً یستخدم أقصر العبارات فی أکمل بیان کما فی الآیة أعلاه.

ولکی لا یعتقد أحد أنّ هذه المجازات تتعلّق بمجموعة معیّنة، یقول تعالى لنبیّه الکریم: (وأنذر الناس یوم یأتیهم العذاب فیقول الّذین ظلموا ربّنا أخّرنا إلى أجل قریب) حتى نستفید من هذه الفرصة ثمّ (نجب دعوتک ونتّبع الرّسل) ولکن هیهات إنّ ذلک محال (أو لم تکونوا أقسمتم من قبل ما لکم من زوال * وسکنتم فی مساکن الّذین ظلموا أنفسهم وتبیّن لکم کیف فعلنا بهم وضربنا لکم الأمثال) فکلّ هذه الدروس لم تؤثّر بکم وأدمتم ظلمکم وجورکم، والآن وبعد أن وقعتم فی ید العدالة تطلبون تمدید المدّة، أی مدّة؟ لقد إنتهى کلّ شیء!

سورة إبراهیم / الآیة 42 ـ 45 1ـ لماذا وجّه الخطاب هنا إلى الرّسول الأکرم؟
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma