توصّلنا فی البحوث السابقة إلى هذه الحقیقة، وهی أنّ الله سخّر للإنسان جمیع الموجودات، وهیّأ له کلّ هذه النعم بحیث سدّ جمیع إحتیاجاته، ولکن الإنسان بسبب إبتعاده عن نور الإیمان والتربیة، نراه یخطو فی طریق الظلم والطغیان ویکفرُ بالنعم.
ویسعى المحتکرون فی إحتکار النعم الإلهیّة الواسعة والسیطرة على منابعها الحیاتیة، مع أنّهم لا یستهلکون إلاّ الشیء القلیل ویحرمون الآخرین منها، ویظهر هذا الظلم بأشکال مختلفة من السیطرة على الشعوب الضعیفة واستعمارها والتجاوز على حقوق الآخرین، فیعرّض الإنسان حیاته الهادئة إلى الهلاک، یخلق الحروب، ویسفک الدماء، ویقضی على الأموال والأنفس.
وفی الحقیقة فانّ القرآن الکریم ینادیه: أیّها الإنسان، کلّ شیء بالقدر الکافی تحت تصرّفک، بشرط أن لا تکون ظلوماً کفّاراً، علیک أن تقنع بحقّک ولا تتجاوز على حقوق الآخرین.