بحوث

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 6
3ـ أوضح بیان فی ذمّ التقلید الأعمى سورة إبراهیم / الآیة 24 ـ 27

مع أنّ کلمة «الشیطان» (1) لها مفهوم واسع وتشمل کلّ الطواغیت ووساوس الجنّ والإنس، ولکن فی قراءتنا لهذه الآیة وما قبلها علمنا أنّ المقصود هنا هو شخص إبلیس الذی یعتبر رئیساً للشیاطین، ولذلک إنتخب جمیع المفسّرین هذا التّفسیر أیضاً.

ونستفید بشکل أکید من هذه الآیة أنّ وساوس الشیطان لا تسلب الإنسان اختیاره وحریة إرادته، بل هی مجرّد دعوة لیس أکثر، فالناس هم الذین یلبّون دعوته بإرادتهم، وقد تصل الأرضیّة السابقة والدوام على الخلاف بالإنسان إلى حالة من سلب الاختیار فی مقابل وساوسه، کما نشاهد بعض المدمنین على المخدرات، ولکن نعلم أنّ السبب الأوّل کان هو الاختیار. یقول تعالى فی الآیة 100 من سورة النحل: (إنّما سلطانه على الّذین یتولّونه والّذین هم به مشرکون).

وعلى هذا فالشیطان یجیب بشکل قاطع على کلام من یعتبرونه العامل الأوّل فی انحرافهم وضلالهم، أو ما یقوله بعض الجهلاء لتبریر أعمالهم والتملّص من ذنوبهم، فإنّ السلطان الحقیقی على الإنسان هو إرادته وعمله ولا شیء غیره.

کیف إستطاع الشیطان أن یلتقی باتّباعه ویلومهم فی ذاک الموقف الکبیر؟

الجواب: هو أنّ الله تعالى یمنحه القدرة على ذلک، وهذا فی الواقع نوع من العقاب النفسی لأتباع الشیطان، وإنذار لکلّ السائرین فی طریقه فی هذه الدنیا، لکی یعلموا من الآن مصیرهم ومصیر قادتهم، وعلى أیّة حال فالله تعالى بطریقة ما یهیىء وسیلة الإرتباط بین الشیطان وأتباعه.

ومن الطّریف أنّ هذه المواجهة غیر منحصرة بالشیطان وأتباعه، بل إنّ جمیع أئمّة الضلالة فی هذا العالم لهم نفس البرنامج أیضاً، یأخذون بأیدی أتباعهم (بموافقتهم طبعاً) ویذهبون بهم إلى أمواج العذاب والبلاء، وحینما یرون الأوضاع سیّئة یترکونهم وشأنهم حتى إنّهم یلومونهم ویوبّخونهم فی خسران الدنیا والآخرة.

«المصرخ» من مادّة «إصراخ» وفی الأصل من مادّة «صرخ»، وهی بمعنى الإغاثة وطلب المساعدة، ولذلک فالمصرخ بمعنى المغیث، والمستصرخ طالب الإستغاثة.

القصد من إتّخاذ الکفّار الشیطان شریکاً فی الآیة أعلاه شرک الطاعة ولیس شرک العبادة.

فی أنّ جملة (إنّ الظّالمین لهم عذاب ألیم) تابعة لحدیث الشیطان أم کلام مستقل من الله تعالى، هناک آراء مختلفة عند المفسّرین، لکن التّفسیر الأقرب هو أنّ الجملة مستقلّة ومن کلام الله حیث قالها فی نهایة حدیث الشیطان مع أتباعه لتکون درساً تربویّاً.

وبعد بیان حال الجبّارین والظالمین ومصیرهم المؤلم، تتطرّق الآیة الأخیرة من هذا البحث إلى حال المؤمنین وعاقبتهم حیث یقول تعالى: (واُدخل الّذین آمنوا وعملوا الصّالحات جنّات تجری من تحتها الأنهار) إلى آخر الآیة.

«التحیّة» فی الأصل «الحیاة» وتستعمل لسلامة وحیاة الأفراد، وتطلق لکلّ تحیّة وسلام ودعاء فی بدایة اللقاء.

قال بعض المفسّرین: «التحیة» هنا من الله للمؤمنین قرینة على نعمهم وسلامتهم من کلّ أذىً ونزاع (لذلک فتحیّتهم إضافة لمفعول، وفاعله الله).

وقال البعض الآخر: إنّ القصد هو تحیّة المؤمنین فیما بینهم، أو تحیّة الملائکة لهم، وعلى أیّة حال فـ«سلام» التی قیلت بشکل مطلق لها من المفهوم الواسع بحیث یشمل کلّ سلامة من أی نوع من أنواع العذاب الروحی والجسمی (2) .


1. للتوضیح أکثر فی معنى الشیطان فی القرآن راجع تفسیر الآیة 36 من سورة البقرة من تفسیرنا هذا.
2. بحثنا هذا الموضوع «السلام والتحیّة»، ذیل الآیة 86 من سورة النساء من تفسیرنا هذا.
3ـ أوضح بیان فی ذمّ التقلید الأعمى سورة إبراهیم / الآیة 24 ـ 27
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma