الجواب:
1ـ التشبیه بالرماد (مع إمکان الإستفادة من التراب والغبار فی ذلک) لأنّه عبارة عن بقایا الإحتراق، والآیة توضّح أنّ أعمالهم ظاهریة فقط ولیس لها أی محتوى، فیمکن أن تنمو وردة جمیلة فی حفنة من التراب، ولکن لا یمکن أن ینمو فی الرماد حتى العلف الرّدیء.
2ـ إن ذرّات الرماد غیر متلاصقة، وحتى بمساعدة الماء لا یمکن ترابطها فالذرّات تنفصل عن بعضها البعض بسرعة، وکأنّ ذلک یشیر إلى أنّ أعمال الکفّار غیر منسجمة ولا موحّدة، على العکس من أعمال المؤمنین حیث نراها منسجمة وموحّدة ومترابطة وکلّ عمل یکمل العمل الآخر، فروح التوحید والوحدة لا تقتصر على توحید الجماعة المؤمنة فی ما بینهم بل تنعکس حتى فی أعمال الفرد المسلم.
3ـ بالرغم من تناثر الرماد فی إشتداد الریح، إلاّ أنّه یؤکّده فی یوم عاصف، لأنّ الریاح إذا کانت محدودة وآنیّة فمن الممکن أن ینتقل الرماد من مکان إلى مکان لیس بالبعید، ولکن إذا کان یوم عاصف فمن البدیهی أن یتناثر الرماد بشکل واسع، وتنتشر ذرّاته ولا یمکن لأیّة قدرة جمعها.
4ـ إذا کانت العاصفة تهبّ على التبن وأوراق الشجر وتنتثرها فی أماکن بعیدة إلاّ أنّه یمکن تشخیصها، ولکن ذرّات الرماد من الصغر بحیث لو إنتثرت لا یبقى لها أی أثر وکأنّ لیس لها وجود سابق.
5ـ إنّ الریاح وحتى العواصف لها فوائد جمّة فی الطبیعة بغضّ النظر عن آثارها المدمّرة فی بعض الأحیان، وفوائدها هی:
) تقوم بنشر بذور النباتات فی کلّ مکان من الکرة الأرضیّة، کما یصنع المزارع والفلاح.
ب) تُلقّح الأشجار بنقل حبوب اللقاح من الذکور إلى الإناث.
ج) تقوم بتحریک السحاب من المحیطات إلى الأراضی الیابسة.
د) تحکّ الجبال العالیة وتحوّلها إلى تراب ناعم ومفید.
هـ ) تنقل الهواء من المناطق القطبیة إلى المناطق الإستوائیة وبالعکس، حیث تقوم بدور فعّال فی تعدیل درجات الحرارة.
و) إنّ حرکة الریاح تثیر البحار فتجعلها متلاطمة وموّاجة کی یدخل فیها الهواء، لأنّها إذا رکدت سوف تتعفّن، وهکذا نجد أنّ کلّ ما فی الوجود من الأشجار والکائنات الحیّة قد إستفاد من هبوب الریاح کلّ على قدره.
ولکن «الرماد» الخفیف الوزن والتافه وعدیم الفائدة والذی لا یمکن لأی موجود أن یعیش فیه، هذا الرماد المتناثر یتلاشى بسرعة حینما تهبّ الریح علیه، ویزول حتى ظاهره المخادع.
