الخروج من الظّلمات إلى النّور:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 6
سورة إبراهیم / الآیة 1 ـ 3 1ـ مثل الإیمان وطریق الله مثل النّور

شرعت هذه السورة ـ کبعض السور القرآنیة الاُخرى ـ بالحروف المقطّعة، التی ذکرنا تفسیرها فی بدایة سورة البقرة وآل عمران، والنقطة التی یجب ملاحظتها هنا أنّ من بین 29 مورداً لسور القرآن التی ابتدأت بالحروف المقطّعة هناک 24 مورد ذکر بعدها مباشرةً القرآن الکریم، والتی تُبیّن أنّ هناک علاقة بین الاثنین، أی بین الحروف المقطّعة والقرآن، ولعلّ هذه العلاقة هی نفسها التی ذکرناها فی بدایة سورة البقرة، فالله سبحانه وتعالى یرید أن یوضّح من خلال هذا البیان أنّ هذا الکتاب السّماوی العظیم المتعّهد لقیادة الإنسانیّة یتکوّن من مواد بسیطة تسمّى بحروف الألفباء، وهذه تشیر إلى أهمیّة هذا الإعجاز، حیث یوجد أصدق بیان من أبسط بیان.

وعلى أیّة حال فبعد ذکر الحروف (الر) یقول تعالى: (کتاب أنزلناه إلیک لتخرج النّاس من الظّلمات إلى النّور).

فی الواقع إنّ جمیع الأهداف التربویة والإنسانیة، المعنویة والمادیة من نزول القرآن قد جُمعت فی هذه الجملة (الخروج من الظّلمات إلى النّور) أی الخروج من ظلام الجهل إلى نور المعرفة، ومن ظلام الکفر إلى نور الإیمان، من ظلم الظالمین إلى نور العدالة، ومن الفساد إلى الصلاح، ومن الذنوب إلى الطهارة والتقوى، ومن التفرقة والنفاق إلى نور الوحدة.

ومن الطریف أنّ «الظّلمات» هنا (کما فی بعض السور الاُخرى) جاءت بصیغة الجمع و«النّور» بصیغة المفرد، وهذه إشارة إلى أنّ کلّ الحسنات والطیّبات والإیمان والتقوى لها حالة واحدة فی ظلّ التوحید ونوره، فهی مترابطة ومتّحدة فیما بینها، فتصنع مجتمعاً واحداً متّحداً وطاهراً من کلّ جهة.

بینما الظّلمات تعنی التشتّت وتفرقة الصفوف، وحتى الطواغیت والمذنبین والمفسدین والمنحرفین فی مسیرتهم الانحرافیة نراهم غیر متوحّدین غالباً، وفی حالة حرب فیما بینهم.

ومن هنا لمّا کان مصدر کلّ الخیر هی الذات الإلهیّة المقدّسة، والشرط الأساس لدرک التوحید هو الإلتفات إلى هذه الحقیقة، فإنّه یضیف بلا فاصلة (بإذن ربّهم).

ولکی یبیّن أکثر ما هو النّور یقول تعالى: (إلى صراط العزیز الحمید) (2) فعزّته دالّة على قدرته، لأنّه لا یستطیع أحد أن یغلبه، والحمید دالّة على نعمه ومواهبه غیر المتناهیة، لأنّ الحمد والثناء دائماً تکون فی مقابل النعم والمواهب.

الآیة الثانیة ولکی تعرّف الله بصفاته، تبیّن درساً من دروس التوحید حیث تقول: (الله الّذی له ما فی السّماوات وما فی الأرض) (3) فله کلّ شیء، لأنّه خالق جمیع الموجودات، ولهذا السبب هو القادر والعزیز وواهب النعم والحمید.

ثمّ یتطرّق فی نهایة الآیة إلى مسألة المعاد (بعد أن ذکر المبدأ) فتقول الآیة: (و ویل للکافرین من عذاب شدید).

ثمّ یُعرّف القرآن الکریم الکفّار فی الآیة الاُخرى، ویذکر لهم ثلاث صفات کیما نستطیع أن نعرفهم من أوّل وهلة، یقول تعالى أوّلا: (الذین یستحبّون الحیاة الدّنیا على الآخرة) (4) فهم یضحّون بالإیمان والحقّ والعدالة والشرف التی هی من خصائص محبّی الآخرة، من أجل منافعهم الشخصیّة وشهواتهم.

ثمّ یبیّن تعالى أنّ هؤلاء غیر قانعین بهذا المقدار من الضلال، بل یسعون فی أن یضلّوا الآخرین (ویصدّون عن سبیل الله) فهم فی الواقع یوجدون الموانع المختلفة فی طریق الفطرة الإلهیّة فیزیّنون الهوى، ویدعون الناس إلى الذنوب، ویخوّفونهم من الصدق والإخلاص.

ولا یقتصر عملهم على ذلک فحسب، بل (ویبغونها عوج) ثمّ یحاولون أن یصبغوا الآخرین بصبغتهم، ویسعون فی أن یحرفوا السبیل للوصول إلى هدفهم من خلال نشر الخرافات وإبتداع السنن الخبیثة (اُولئک فی ضلال بعید).

وهذا الضلال قد أوجد بُعد المسافة بینهم وبین الحقّ فکان من العسیر جدّاً عودتهم إلى طریق الحقّ، ولکن ذلک کان نتیجة لأعمالهم.


1. تفسیر مجمع البیان، فی بدایة السورة.
2. «إلى صراط الله» فی الواقع بدل من «إلى النّور» فالمقصود من الهدایة إلى النّور هو الهدایة إلى صراط العزیز الحمید، و«کتاب أنزلناه» خبر لمبتدأ محذوف تقدیره: هذا کتاب أنزلناه.
3. «الله» بالکسر لأنّه بدل من (العزیز الحمید).
4. یقول الراغب فی مفرداته: (ان استحبوا الکفر على الإیمان)، والإستحباب هو سعی الإنسان لأن یحبّ شیئاً، وإذا ما تعدّى بـ(على) فسوف یصرف عنه المعنى المتقدّم کما فی (أمّا ثمود فهدیناهم فاستحبّوا العمى على الهدى)، (فصّلت، 18).
سورة إبراهیم / الآیة 1 ـ 3 1ـ مثل الإیمان وطریق الله مثل النّور
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma