الحوادث «الثّابتة» و«المتغیّرة»:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 6
سورة الرعد / الآیة 37 ـ 40 1ـ لوح المحو والإثبات واُمّ الکتاب

تتابع هذه الآیات المسائل المتعلّقة بالنبوّة، ففی الآیة الاُولى یقول تعالى: (وکذلک أنزلناه حکماً عربی).

«العربی» کما یقول الراغب فی مفرداته «الفصیح البیّن من الکلام» ولذلک یُقال للمرأة العفیفة والشریفة: إنّها «امرأة عروبة» ثمّ تضیف الآیة (حکماً عربی) قیل معناه مفصحاً یحقّ الحقّ ویبطل الباطل.

ویحتمل فی «العربی» أنّ معناه «الشریف» لأنّها جاءت فی اللغة بهذا المعنى. وعلى هذا فوصف القرآن بالعربی لأنّ أحکامه واضحة وبیّنة. ولذلک وردت فی عدّة آیات اُخرى بعد «عربیاً» مسألة الإستقامة وعدم الإعوجاج أو العلم، منها فی الآیة 28 من سورة الزمر قوله تعالى (قرآناً عربیّاً غیر ذی عوج) وفی الآیة 3 من سورة فصلت یقول تعالى: (کتاب فصّلت آیاته قرآناً عربیّاً لقوم یعلمون). وعلى هذا فما قبل هذه الآیة وما بعدها یؤیّدان أنّ المراد من «عربیاً» هو الفصاحة والوضوح فی البیان وخلوّه من الإعوجاج والإلتواء.

وهذه العبارة وردت فی سبع سور من القرآن الکریم، ولکن ذکرت فی عدّة موارد بشکل (لسان عربی مبین) (1) والتی یمکن أن یکون لها نفس المعنى. ویمکن أن یکون هذا الموضع الخاص إشارة إلى اللسان العربی، لأنّ الله سبحانه وتعالى بعث کلّ نبیّ بلسان قومه، حتى یهدی قومه أوّلا، ثمّ تنتشر دعوته فی المناطق الاُخرى.

ثمّ یخاطب القرآن النّبی (صلى الله علیه وآله) بلحن التهدید وبشکل قاطع حیث یقول: (ولئن اتّبعت أهواءهم بعد ما جاءک من العلم ما لک من الله من ولىّ ولا واق) وبما أنّ احتمال الانحراف غیر موجود إطلاقاً فی شخصیّة الرّسول (صلى الله علیه وآله) لما یتمیّز به من مقام العصمة والمعرفة، فهذا التعبیر ـ أوّلا: یُوضّح أنّ الله سبحانه وتعالى لیس له إرتباط خاص مع أی أحد حتى لو کان نبیّاً، فمقام الأنبیاء الشامخ إنّما هو بسبب عبودیتهم وتسلیمهم وإستقامتهم.

وثانیاً: تأکید وإنذار للآخرین، لأنّ النّبی (صلى الله علیه وآله) إذا لم یکن مصوناً من العقوبات الإلهیّة فی حالة انحرافه عن مسیرة الحقّ وإتّجاهه صوب الباطل، فما بال الآخرین؟

ولابدّ من ذکر هذه النقطة، وهی أنّ «ولی» و«واق» مع أنّهما متشابهان فی المعنى، ولکن هناک تفاوت بینهما وهو أنّ أحدهما یبیّن جانب الإثبات والآخر جانب النفی، فواحد بمعنى النصرة والدعم، والآخر بمعنى الدفاع والحفظ.

الآیة الاُخرى ـ فی الواقع ـ جواب لما کان یستشکله أعداء الرّسول (صلى الله علیه وآله).

ومن جملة هذه الإشکالات:

أوّلا: کان البعض یقول: هل من الممکن أن یکون الرّسول من جنس البشر، یتزوّج وتکون له ذرّیة؟ فالآیة تجیبهم وتقول لیس هذا بالأمر الغریب: (ولقد أرسلنا رسلا من قبلک وجعلنا لهم أزواجاً وذرّیة) (2) .

ویتبیّن من إشکالهم أنّهم إمّا أن یکونوا غیر عالمین بتاریخ الأنبیاء، أو أنّهم یتجاهلون ذلک وإلاّ لم یوردوا هذا الإشکال.

ثانیاً: کان ینتظر هؤلاء من الرّسول أن یجیبهم على کلّ معجزة یقترحونها علیه بما تقتضیه أهواؤهم، سواء آمنوا أو لم یؤمنوا، ولکن یجب أن یعلم هؤلاء أنّ (وما کان لرسول أن یأتی بآیة إلاّ بإذن الله).

ثالثاً: لماذا جاء نبی الإسلام (صلى الله علیه وآله) وغیّر أحکام التوراة والإنجیل، أو لیست هذه کتب سماویة؟ وهل من الممکن أن ینقض الله أوامره؟ (هذا الإشکال کان یطابق ما یقوله الیهود من عدم نسخ الأحکام).

وتجیب الجملة الأخیرة من الآیة فتقول: (لکلّ أجل کتاب) کیما تبلغ البشریة المرحلة النهائیة من الرشد والتکامل فلیس من العجیب أن ینزّل یوماً التوراة، ویوماً آخر الإنجیل، ثمّ القرآن، لأنّ البشریة فی تحوّلها وتکاملها بحاجة إلى البرامج المتغیّرة والمتفاوتة.

ویحتمل أنّ جملة (لکلّ أجل کتاب) جواب لمن کان یقول: إذا کان الرّسول صادقاً، لماذا لا ینزل الله عذابه وسخطه على المخالفین والمعاندین؟ فیجیبهم القرآن بأنّ (لکلّ أجل کتاب) ولیس بدون حساب وکتاب، وسوف یصل الوقت المعلوم للعقاب (3) .

الآیة الاُخرى بمنزلة التأکید والاستدلال لما ورد فی ذیل الآیة السابقة، وهو أنّ لکلّ حدث وحکم زمن معیّن کما یقال: إنّ الاُمور مرهونة بأوقاتها، وإذا رأیت أنّ بعض الکتب السّماویة تأخذ مکان البعض الآخر فذلک بسبب (یمحو الله ما یشاء ویثبت وعنده اُمّ الکتاب) فیحذف بعض الاُمور بمقتضى حکمته وإرادته ویثبت اُموراً اُخرى، ولکن الکتاب الأصل عنده.

وفی النهایة وللتأکید أکثر بالنسبة للعقوبات التی کان یوعدهم النّبی (صلى الله علیه وآله) بها وکانوا ینتظرونها حتى أنّهم یقولون: لماذا لا تصبح هذه الوعود عملیة؟ یقول تعالى (وإن ما نرینّک بعض الّذی نعدهم (من إنتصارک علیهم وهزیمتهم وتحریر أتباعک وأسر أتباعهم فی حیاتک) أو نتوفینّک فإنّما علیک البلاغ وعلینا الحساب).


1. النّحل، 103; والشعراء، 195.
2. یقول بعض المفسّرین فی سبب نزول هذه الآیة: إنّها جواب لما کان یورده البعض من تعدّد أزواج الرّسول، فی الوقت الذی نرى أنّ سورة الرعد مکّیة وتعدّد الزوجات لم یکن حینذاک.
3. ولتطابق هذا المعنى یجب أن یکون هناک تقدیم وتأخیر فی الجملة أعلاه، ویقال فی تقدیره «لکلّ کتاب أجل» کما قاله بعض المفسّرین.
سورة الرعد / الآیة 37 ـ 40 1ـ لوح المحو والإثبات واُمّ الکتاب
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma