یستفاد من الآیات القرآنیة أنّ الناس فی یوم القیامة ینقسمون إلى مجموعتین، فمجموعة یحاسبهم الله بیسر وسهولة وبغیر تدقیق (فأمّا من اُوتی کتابه بیمینه * فسوف یحاسب حساباً یسیر). (1)

وعلى العکس من ذلک هناک مجموعة یحاسبون بشدّة حتى الذرّة والمثقال من الأعمال یحاسبون علیه، کما حدث لبعض البلاد التی کان أهلها من العاصین، (فحاسبناها حساباً شدیداً وعذّبناها عذاباً نکر). (2)

إنّ هذا الحساب الشدید هو نتیجة لما کان یقوم به هؤلاء فی حیاتهم من إستقصاء الآخرین حتى الدینار الأخیر، وإذا ما حدث خطأ من أحد فإنّهم یعاقبونه بأشدّ ما یمکن، ولم یسامحوا أحداً حتى أبناءهم وإخوانهم وأصدقائهم، وبما أنّ الآخرة إنعکاس لحیاة الدنیا فإنّ الله سبحانه وتعالى یحاسبهم حساباً شدیداً على أی عمل عملوه بدون أدنى سماح، وعلى العکس فهناک أشخاص سهلون ومسامحون ومن أهل العفو، خصوصاً فی مقابل أصدقائهم وأقربائهم وذوی الحقوق علیهم أو الضعفاء، ویغضّون النظر عنهم وعن کثیر من زلاّتهم الشخصیّة، وفی مقابل ذلک فإنّ الله سبحانه وتعالى یشملهم بعفوه ورحمته الواسعة ویحاسبهم حساباً یسیراً.

وهذا درس کبیر لکلّ الناس وخصوصاً اُولئک الذین یتصدّرون الاُمور.

1. الإنشقاق، 7 و8.
2. الطلاق، 8.