المثال الرائع أعلاه یوضّح هذا الأساس لحیاة الناس، وهو أنّ الحیاة بدون جهاد غیر ممکنة، والعزّة بدون سعی غیر ممکنة أیضاً، لأنّه یقول: یجب أن یذهب الناس إلى المناجم لتهیئة مستلزمات حیاتهم فی المتاع والزینة (إبتغاء حلیة أو متاع). وللحصول على هذین الشیئین یجب تنقیة المواد الخام من الشوائب بواسطة نیران الأفران للحصول على الفلز الخالص الصالح للاستعمال، وهذا لا یتمّ إلاّ من خلال السعی والمجاهدة والعناء.
وهذه هی طبیعة الحیاة حیث یوجد إلى جانب الورد الشوک، وإلى جانب النصر توجد المصاعب والمشکلات، وقالوا فی القدیم: (الکنوز فی الخرائب وفوق کلّ کنز یوجد ثعبانٌ نائم)، فإنّ هذه الخربة والثعبان تمثّلان المشاکل والصعوبات للحصول على الموفّقیة فی الحیاة.
ویؤکّد القرآن الکریم هذه الحقیقة وهی أنّ التوفیق لا یحصل إلاّ بتحمّل المصاعب والمحن، یقول جلّ وعلا فی الآیة 214 من سورة البقرة: (أم حسبتم أن تدخلوا الجنّة ولمّا یأتکم مثل الّذین خلوا من قبلکم مسّتهم البأساء والضرّاء وزلزلوا حتّى یقول الرّسول والّذین آمنوا معه متى نصر الله ألا إنّ نصر الله قریب).