یحتاج الإنسان فی بعض الأحیان لمعرفة الحقّ والباطل ـ إذا أشکل علیه الأمر ـ إلى علائم وأمثال حتى یتعرّف من خلالها على الحقائق والأوهام، وقد بیّن القرآن الکریم هذه العلامات من خلال المثال أعلاه:
) الحقّ مفید ونافع دائماً، کالماء الصافی الذی هو أصل الحیاة، أمّا الباطل فلا فائدة فیه ولا نفع، فلا الزبد الطافی على الماء یروی ظمآناً أو یسقی أشجاراً، ولا الزبد الظاهر من صهر الفلزات یمکن أن یستفاد منه للزینة أو للاستعمالات الحیاتیة الاُخرى، وإذا استخدمت لغرض فیکون استخدامها ردیئاً ولا یؤخذ بنظر الاعتبار... کما نستخدم نشارة الخشب للإحراق.
ب) الباطل هو المستکبر والمرفّه کثیر الصوت، وکثیر الأقوال لکنّه فارغ من المحتوى، أمّا الحقّ فمتواضع قلیل الصوت، وکبیر المعنى، وثقیل الوزن (1) .
ج) الحقّ یعتمد على ذاته دائماً، أمّا الباطل فیستمدّ إعتباره من الحقّ ویسعى للتلبّس به، کما أنّ (الکذب یتلبّس بضیاء الصدق) ولو فقد الکلام الصادق من العالم لما کان هناک من یصدق الکذب. ولو فقدت البضاعة السلیمة من العالم لما وجد من یخدع ببضاعة مغشوشة، وعلى هذا فوجود الباطل راجع إلى شعاعه الخاطف واعتباره المؤقّت الذی سرقه من الحقّ، أمّا الحقّ فهو مستند إلى نفسه واعتباره منه.