1ـ ما هی المعقّبات؟

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 6
المعقّبات الغیبیة! 2ـ التغییر یبدأ من النفس (قانون عام)

«المعقّبات» کما جاء فی مجمع البیان للعلاّمة الطبرسی وکما قاله بعض المفسّرین جمع (معقبة) وهی بدورها جمع (معقّب) ومعناه المجموعة التی تعمل بشکل متناوب ومستمر. والظاهر من الآیة أنّ الله سبحانه وتعالى أمر مجموعة من الملائکة بأن یحفظوا الإنسان فی اللیل والنهار ومن بین یدیه ومن خلفه.

إنّ الإنسان ـ بدون شک ـ معرّض فی حیاته إلى کثیر من الحوادث الروحیة والجسمیة، فالأمراض والمتغیّرات فی السّماء والأرض محیطة بالإنسان، وخصوصاً فی مرحلة الطفولة التی لا یدرک فیها ما یجری حوله ویکون هدفاً سهلا للإصابة بها، فقد یتعجّب الإنسان کیف ینجو الطفل وینمو من بین جمیع هذه الحوادث، وخصوصاً فی العوائل التی لا تدرک هذه المسائل وتعانی من قلّة الإمکانیات کأبناء الریف الذین یعانون من الحرمان والفقر وهم معرضون للأمراض أکثر من غیرهم.

وإذا ما أمعنّا النظر فی هذه المسائل فسوف نجد أنّ هناک قوى محافظة، تحفظ الإنسان فی مقابل هذه الحوادث کالدرع الواقی.

وکثیراً ما یتعرّض الإنسان إلى حوادث خطرة ویتخلّص منها بشکل إعجازی تجعله یشعر أنّ کلّ ذلک لیس صدفة وإنّما هناک قوى محافظة تحمیه.

وهناک کثیر من الأحادیث المنقولة عن أئمّة المسلمین تؤکّد ذلک ومن جملتها: الحدیث المروی عن الإمام الباقر (علیه السلام) فی تفسیر هذه الآیة یقول: «یحفظ بأمر الله من أن یقع فی رکی أو یقع علیه حائط أو یصیبه شیء، حتى إذا جاء القدر خلوا بینه وبینه یدفعونه إلى المقادیر، وهما ملکان یحفظانه باللیل وملکان فی النهار یتعاقبانه». (1)

وفی حدیث آخر عن الإمام الصادق (علیه السلام) یقول: «ما من عبد إلاّ ومعه ملکان یحفظانه فإذا جاء الأمر من عند الله خلیا بینه وبین أمر الله». (2)

ونقرأ فی نهج البلاغة عن أمیر المؤمنین (علیه السلام) «إنّ مع کلّ إنسان ملکین یحفظانه فإذا جاء القدر خلیا بینه وبینه». (3)

کما نقرأ فی نهج البلاغة فی وصف الملائکة من الخطبة الاُولى «ومنهم الحفظة لعباده».

إنّ عدم إدراکنا لوجود المعقّبات عن طریق الحسّ أو التجربة العلمیة لیس دلیلا على عدم وجودهم، لأنّه غیر منحصر فی هذا المجال فقط، فالقرآن الکریم والمصادر المعرفیة الاُخرى أشارت إلى اُمور کثیرة وراء الحسّ والتی لا یمکن إثباتها بالطرق العادیة. وأکثر من ذلک ما قلناه سابقاً من أنّنا نتعرّض فی حیاتنا إلى کثیر من المخاطر والتی لا یمکن النجاة منها إلاّ بوجود هذه القوى المحافظة (ورأیت فی حیاتی بعض من هذه النماذج المحیّرة، والتی کانت بالنسبة لی کشخص صعب التصدیق دلیلا على وجود هذا المعقّب اللامرئی).


1. تفسیر البرهان، ج 2، ص 283 (ج 3، ص 283، الطبعة البعثت).
2. المصدر السابق.
3. نهج البلاغة، کلمات القصار، الکلمة 201.
المعقّبات الغیبیة! 2ـ التغییر یبدأ من النفس (قانون عام)
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma