أثناء قراءتنا للآیات الماضیة التی تقول: إنّ الله یعلم السرّ والجهر من القول وحرکاتکم فی اللیل والنهار وکلّها مشهودة عنده، هل نجد فی أنفسنا إیماناً بهذه الحقیقة؟.. لو کنّا مؤمنین بذلک حقّاً ونشعر بأنّ الله تعالى مطّلع علینا فانّ هذا الإیمان والإحساس الباطنی یبعث على تغییر عمیق فی روحنا وفکرنا وقولنا وضمائرنا؟.
نقل عن الإمام الصادق (علیه السلام) فی جوابه لمن سأله عن طریقتهم فی الحیاة قال: «علمت إنّ الله مطلع علیّ فاستحییت». (1)
کما نشاهد کثیراً من المواقف من تأریخ المسلمین وحیاتهم تتجلّى فیها هذه الحقیقة، یقال: دخل أب وإبنه فی بستان، فتسلّق الأب شجرةً لیقطف ثمارها دون إذن صاحبها، بینما بقی الإبن أسفل الشجرة لمراقبة الأوضاع. وفجأة صاح الابن الذی کان مؤمناً ومتعلّماً ونادى أباه بأن ینزل بسرعة، عندها خاف الأب ونزل فوراً وسأل من الذی رآنی؟ قال: الذی هو فوقنا، فنظر الأب إلى الأعلى فلم یجد أحداً، وسأل من الذی رآنی؟ قال: الذی هو فوقنا، فنظر الأب إلى الأعلى فلم یجد أحداً، فقال الابن: کان قصدی هو الله المحیط بنا جمیعاً، کیف یمکن أن تخاف أن یراک الإنسان، ولا تخاف أن یراک الله؟! أین الإیمان؟!