تعجّب الکفّار من المعاد:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 6
سورة الرعد / الآیة 5 ـ 6 1ـ لماذا التعجّب من الخلق الجدید؟

بعد ما انتهینا من البحث السابق عن عظمة الله ودلائله، تتطرّق الآیة الاُولى من هذه المجموعة إلى مسألة المعاد التی لها علاقة خاصّة بمسألة المبدأ، ویؤکّد القرآن الکریم هذا المعنى حیث یقول: (وإن تعجب فعجب قولهم أءِذا کنّا تراباً أَءِنّا لفی خلق جدید) (1) أی إذا أردت أن تتعجّب من قولهم هذا فتعجب لقولهم فی المعاد.

هذا التعجّب من المعاد کان موجوداً عند جمیع الأقوام الجاهلة، فهم یظنّون أنّ الحیاة بعد الموت أمرٌ محال، ولکنّنا نرى أنّ الآیات السابقة وآیات اُخرى من القرآن الکریم تجیب على هذا التساؤل، فما هو الفرق بین بدء الخلق والبعث من جدید؟ فالقادر الذی خلقهم أوّل مرّة باستطاعته أن یبعث الروح فیهم مرّة ثانیة، وهل نسی هؤلاء بدایة خلقهم حتى یجادلوا فی بعثهم!؟

ثمّ یبیّن حالهم الحاضر ومصیرهم فی ثلاث جمل:

یقول أوّلا: (اُولئک الّذین کفروا بربّهم) لأنّهم لو کانوا یعتقدون بربوبیّة الله لما کانوا یتردّدون فی قدرة الله على بعث الإنسان من جدید، وعلى هذا فسوء ظنّهم بالمعاد هو نتیجة لسوء ظنّهم بالتوحید وربوبیة الله.

والأمر الآخر انّه بکفرهم وعدم إیمانهم وخروجهم من ساحة التوحید قیّدوا أنفسهم بالأغلال، أغلال عبادة الأصنام والأهواء والمادة والجهل والخرافة، وجعلوها فی أعناقهم (واُولئک الأغلال فی أعناقهم).

ومثل هؤلاء الأشخاص لیس لهم عاقبة سوى دخول النّار (واُولئک أصحاب النّار هم فیها خالدون).

وفی الآیة الثانیة یشیر إلى دعوى اُخرى للمشرکین حیث یقول: (ویستعجلونک بالسیّئة قبل الحسنة) بدلا من طلب الرحمة ببرکة وجودک بینهم.

لماذا یصرّ هؤلاء القوم على الجهل والعناد؟ لماذا لم یقولوا: لو کنت صادقاً لأنزلت علینا رحمة الله، أو لرفعت العذاب عنّا!؟

وهل یعتقدون بکذب العقوبات الإلهیّة؟ (وقد خلت من قبلهم المثلات) (2) .

ثمّ تضیف الآیة (وإنّ ربّک لذو مغفرة للنّاس على ظلمهم وإنّ ربّک لشدید العقاب). إنّ العذاب الشدید غیر مخالف لرحمته الواسعة، کما لا یتوهّم أحدٌ أنّ رحمته العامّة هی إعطاء الفرصة للظالمین أن یفعلوا ما یریدون، لأنّه فی هذه الموارد یکون شدید العقاب، والحصول على نتائج هاتین الصفتین للربّ یعنی (ذو مغفرة) و(شدید العقاب) مرهونٌ بسلوک الإنسان نفسه.


1. ویحتمل فی تفسیر جملة (إن تعجب فعجبُ قولهم) إنّ المقصود منه إن تعجب من عبادتهم للأصنام فالأعجب أن ینکروا المعاد، ولکن هذا الاحتمال غیر وارد، والصحیح ما هو ظاهر الآیة المذکور فی المتن.
2. «المثلات» جمع «مثلة» بفتح المیم وضمّ الثاء ومعناها العقوبات النازلة على الاُمم الماضیة.
سورة الرعد / الآیة 5 ـ 6 1ـ لماذا التعجّب من الخلق الجدید؟
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma