إنّ الدرس الکبیر الذی نستلهمه من الآیات المتقدّمة هو أنّه مهما کانت المشاکل والحوادث صعبة وعسیرة، ومهما کانت الأسباب والعلل الظاهریة غیر تامّة ومحدودة، ومهما کان النصر أو الفرج بطیئاً (أو غیر متحقّق فعلا) فإنّ أیّاً من اُولئک لا یمنع من الرجاء والأمل بلطف الله، فالله الذی أعاد البصر برائحة القمیص ونقل رائحة ذلک القمیص من مسافة بعیدة، وردّ العزیز المفتقد بعد سنین طویلة، قادر على أن یضمّد القلوب المجروحة من الفراق، وأن یشفی آلام النفوس.
أجل إنّنا نجد الدرس التوحیدی الکبیر ینطوی فی هذا القصص والتاریخ، وهو أنّه لا شیء على الله بعزیز ولا عسیر، بل یهون کلّ شیء بأمره وإرادته: (إنّما أمره إذا أراد شیئاً أن یقول له کن فیکون). (1)