نقرأ فی الآیات ـ محل البحث ـ أنّ یوسف (علیه السلام) قال لإخوته عندما أظهروا له ندامتهم: (یغفر الله لکم) إلاّ أنّ یعقوب (علیه السلام) قال لهم عندما اعترفوا عنده بالذنب وأظهروا الندامة: (سوف استغفر لکم) وکان هدفه ـ کما تقول الرّوایات ـ أن یؤخّر إستجابة طلبهم الاستغفار إلى السحر (من لیلة الجمعة) الذی هو خیر وقت لإستجابة الدعاء وقبول التوبة (1) .
والآن ینقدح هذا السؤال وهو: کیف أجابهم یوسف بصورة قطعیّة، وأوکل أبوهم ذلک إلى المستقبل؟!
ولعلّ هذا الاختلاف ناشىء عن أنّ یوسف (علیه السلام) کان یتحدّث عن «إمکان المغفرة» وأنّ هذا الذنب من الممکن أن یعفو الله عنه، ویعقوب کان یتحدّث عن «فعلیّة المغفرة» وأنّه ما الذی ینبغی أن یفعل حتى تتحقّق التوبة والمغفرة «فلاحظوا بدقّة».