1ـ کیف أحسّ یعقوب برائحة قمیص یوسف؟!

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 6
وأخیراً شملتهم رعایة الله ولطفه: 2ـ اختلاف حالات الأنبیاء

هذا سؤال أثاره کثیر من المفسّرین، واعتبروه معجزة خارقة للعادة من قبل یعقوب أو یوسف. إلاّ أنّه مع الأخذ بنظر الاعتبار سکوت القرآن عن هذا الأمر ولم یتناوله على أنّه أمر إعجازی أو غیر إعجازی فمن الهیّن أن نجد له توجیهاً علمیّاً أیضاً، إذ إنّ حقیقة «التلیباثی» أو إنتقال الفکر من النقاط أو الأماکن البعیدة تُعدّ مسألة علمیّة قطعیّة مسلّماً بها... وأنّها تحدث عند من تکون لدیهم علاقة قریبة تربط بعضهم ببعض، أو تکون لدیهم قدرة روحیّة عالیة.

ولعلّ کثیراً منّا یواجه مثل هذه المسألة فی حیاته الیومیّة، وذلک أن یشعر شخص «من أب، أو اُمّ، أو أخ» مثلا بالکآبة وإنقباض النفس دون سبب، ثمّ لا یمضی وقت ـ أو فترة ـ حتى یبلغه خبر بأنّ أخاه أو ولده قد حدث له حادث ما فی نقطة بعیدة عنه.

فالعلماء یوجّهون هذا الإحساس على أنّه جرى عن طریق إنتقال الفکر.

وما ورد فی قصّة یعقوب لعلّه من هذا القبیل أیضاً، فعلاقته الشدیدة بیوسف وعظمة روحه، کلّ ذلک کان سبباً لأن یشعر بالحالة الحاصلة للاُخوة نتیجة حمل قمیص یوسف من مسافة بعیدة.

ومن الممکن أن یتعلّق هذا الأمر بمسألة سعة دائرة علم الأنبیاء أیضاً.

وقد وردت إشارة طریفة ـ فی بعض الرّوایات ـ إلى مسألة إنتقال الفکر، وهی أنّ بعضهم سأل الإمام أبا جعفر الباقر (علیه السلام): فقال: جُعلت فداک، ربّما حزنت من دون مصیبة تُصیبنی أو أمر ینزل بی، حتى یعرف ذلک أهلی فی وجهی وصدیقی.

فقال (علیه السلام): «نعم یاجابر، إنّ الله خلق المؤمنین من طینة الجنان وأجرى فیهم من ریح روحه، فلذلک المؤمن أخو المؤمن لأبیه واُمّه، فإذا أصاب روحاً من تلک الأرواح فی بلد من البلدان حُزنٌ حزنت هذه لأنّها منها» (1) .

ویستفاد من بعض الرّوایات أیضاً أنّ هذا القمیص لم یکن قمیصاً مألوفاً، بل کان ثوباً من ثیاب الجنّة، وقد خلّفه إبراهیم الخلیل (علیه السلام) فی آل یعقوب واُسرته لیکون ذکرى له، وأنّ رجلا کیعقوب (علیه السلام) الذی کانت لدیه شامّة من «الجنّة» أحسّ برائحة هذا الثوب الذی هو من ثیاب الجنّة من بعید (2) .


1. اُصول الکافی، ج 2، ص 133.
2. لمزید الإطلاع على هذه الرّوایات یراجع تفسیر نورالثقلین، ج 2، ص 464.
وأخیراً شملتهم رعایة الله ولطفه: 2ـ اختلاف حالات الأنبیاء
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma