3ـ الشکر على الإنتصار

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 6
2ـ یوسف وجلالة شأنه سورة یوسف / الآیة 94 ـ 98

إنّ الآیات السابقة تعلّمنا بجلاء ووضوح درساً من دروس الأخلاق الإسلامیة، وهو أنّه بعد الإنتصار على العدو وکسر شوکته لابدّ أن لا ننسى العفو والرحمة، وأن لا نعامله بقساوة، فإنّ إخوة یوسف قد عاملوه أشدّ المعاملة أشرفت به على نهایته وأوصلته إلى أبواب الموت، ولو لم تشمله عنایة الله سبحانه وتعالى، لعجز عن الخلاص ممّا أوقعوه فیه، هذا إضافة إلى المصائب والآلام التی تحملها أبوه، لکنّهم الآن جمیعاً واقفون أمّام یوسف وهو السیّد المطاع وبیده القوّة والقدرة، لکنّه عاملهم بلطف وإحسان.

کما أنّه یفهم من خلال حدیثه معهم أنّه لم یحقد علیهم قطّ، بل الذی یقلقه هو تذکّر الإخوة ماضیهم الأسود ویحسّوا بالخجل! ولذا حاول جاهداً أن یریحهم من هذا القلق ویزیح هذا الکابوس عن صدورهم، بل أکثر من هذا فإنّه حاول أن یفهمهم أنّ لهم علیه فضلا فی مجیئهم إلى مصر والتعرّف علیهم، فإنّهم کانوا السبب فی کشف حقیقته أمام الشعب فی هذا البلد، حیث عرف أهل مصر أنّ عزیزهم هو سلیل بیت النبوّة والرسالة ولیس عبداً بیع فی السوق بدراهم معدودات، ومن هنا فإنّ یوسف کان یرى لهم فی ذلک فضلا ومنّة!

ومن حسن الصدف أنّنا نرى رسول الله (صلى الله علیه وآله) یمتحن بمثل هذه المواقف الحرجة، فمثلا حینما فتح رسول الله (صلى الله علیه وآله) مکّة وأذلّ المشرکین وهزمهم وکسر أصنامهم وداس شوکتهم وکبریاءهم، جاء رسول الله (صلى الله علیه وآله) (کما رواه ابن عبّاس) إلى جوار الکعبة وأخذ بحلقة بابها وکان المشرکون قد إلتجؤوا إلیها ینتظرون حکم رسول الله (صلى الله علیه وآله) فیهم، وقال کلمته المشهورة: «الحمد لله الذی صدق وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده» ثمّ توجّه إلى قریش وخاطبهم بقوله: «ماذا تظنّون یامعشر قریش؟ قالوا: خیراً، أخ کریم وابن أخ کریم، وقد قدرت! قال: وأنا أقول کما قال أخی یوسف لا تثریب علیکم الیوم».

أی إنّ الیوم لیس یوم ملامة وإنتقام وإظهار الحقد والضغینة «اذهبوا فأنتم الطلقاء».

فقال عمر بن الخطاب: ففضت عرقاً من الحیاء من رسول الله (صلى الله علیه وآله) ذلک إنّی قد کنت قلت لهم حین دخلنا مکّة: الیوم ننتقم منکم ونفعل (1) .

کما أنّه وردت فی کثیر من الرّوایات الإسلامیة أنّ «زکاة النصر هو العفو».

یقول علی (علیه السلام): «إذا قدرت على عدوّک فاجعل العفو عنه شکراً للقدرة علیه» (2) .


1. تفسیر القرطبی، ج 5، ص 3487.
2. نهج البلاغة، الکلمات القصار، الکلمة 11.
2ـ یوسف وجلالة شأنه سورة یوسف / الآیة 94 ـ 98
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma