رجوع الإخوة إلى أبیهم خائبین:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 6
سورة یوسف / الآیة 80 ـ 82 1ـ من هو أکبر الإخوة؟

حاول الإخوة أن یستنقذوا أخاهم بنیامین بشتّى الطرق، إلاّ أنّهم فشلوا فی ذلک، ورأوا أنّ جمیع سبل النجاة قد سدّت فی وجوههم، فبعد أن فشلوا فی تبرئة أخیهم وبعد أن رفض العزیز إستعباد أحدهم بدل بنیامین، إستولى علیهم الیأس وصمّموا على الرجوع والعودة إلى کنعان لکی یخبروا أباهم، یقول القرآن واصفاً إیّاهم (فلمّا استیئسوا منه خلصوا نجیّ) أی إنّهم بعد أن یئسوا من عزیز مصر أو من إنقاذ أخیهم، إبتعدوا عن الآخرین واجتمعوا فی جانب وبدأوا بالتشاور والنجوى فیما بینهم.

قوله تعالى (خلصو) بمعنى الخلوص، وهو کنایة عن الإبتعاد عن الآخرین والاجتماع فی جلسة خاصّة، أمّا قوله تعالى «نجیّاً» فهو من مادّة (المناجاة) وأصله من (نجوة) بمعنى الربوة والأرض المرتفعة، فباعتبار أنّ الربوات منعزلة عن أراضیها المجاورة، سمّیت الجلسات الخاصّة البعیدة عن عیون الغرباء والحدیث فی السرّ قیاساً علیها بـ(النجوى) فإذاً کلمة (النجوى) تطلق على الحدیث السرّی والخاص سواء کانت فی جلسة خصوصیة أو فی محاورة خاصّة بین إثنین لا یتعدّى سمعهما.

ذهب کثیر من المفسّرین إلى أنّ جملة (خلصوا نجیّ) تعدّ من أفصح العبارات فی القرآن وأجملها حیث إنّ الله سبحانه وتعالى قد بیّن فی کلمتین اُموراً کثیرة یحتاج بیانها إلى عدّة جمل.

وفی ذلک الاجتماع الخاص خاطبهم الأخ الکبیر قائلا: (قال کبیرهم ألم تعلموا أنّ أباکم قد أخذ علیکم موثقاً من الله) بأن تردّوا إلیه بنیامین سالماً، فالآن بماذا تجیبونه؟ وقد سوّدنا صفحتنا فی المرّة السابقة بما عاملنا به أخانا یوسف (ومن قبل ما فرّطتم فی یوسف) (1) فالآن والحالة هکذا، فإنّنی لا اُغادر أرض مصر وسوف أعتصم فیها (فلن أبرح الأرض حتّى یأذن لی أبی أو یحکم الله وهو خیر الحاکمین) والظاهر أنّ قصده بحکم الله، إمّا الموت الذی هو حکم إلهی، أی لا أبرح من هذه الأرض حتى أموت فیها، وإمّا أن یفتح الله سبحانه وتعالى له سبیلا للنجاة، أو عذراً مقبولا عند أبیه.

ثمّ أمرهم الأخ الأکبر أن یرجعوا إلى أبیهم ویخبروه بما جرى علیهم (ارجعوا إلى أبیکم فقولوا یاأبانا إنّ ابنک سرق) وهذه شهادة نشهدها بمقدار علمنا عن الواقعة حیث سمعنا بفقد صواع الملک، ثمّ عثر علیه عند أخینا، وظهر للجمیع إنّه قد سرقها (وما شهدنا إلاّ بما علمن)ولکن نحن لا نعلم إلاّ ما شهدناه بأعیننا وهذا غایة معرفتنا (وما کنّا للغیب حافظین).

وقد یرد احتمال فی تفسیر هذه الآیة، فلعلّهم بقولهم: (وما کنّا للغیب...) أرادوا أن یخاطبوا أباهم بأنّنا وإن قطعنا الأیمان والعهود المغلّظة على أن نرجع أخانا سالماً، لکنّنا لا نعرف من الاُمور إلاّ ظواهرها ومن الحقائق إلاّ بعضها، فغیب الاُمور عند الله سبحانه ولم نکن نتصوّر أن یسرق أخونا.

ثمّ أرادوا أن یزیلوا الشکّ والریبة عن قلب أبیهم فقالوا یمکنک أن تتحقّق وتسأل من المدینة التی کنّا فیها (وسأل القریة التی کنّا فیه) (2) ومن القافلة التی سافرنا معها إلى مصر ورجعنا معها، حیث إنّ فیها اُناساً یعرفونک وتعرفهم، وبمقدورک أن تسألهم عن حقیقة الحال وواقعها (والعیر التی أقبلنا فیه) (3) وفی کلّ الأحوال کن على ثقة بأنّنا صادقون ولم نقص علیک سوى الحقیقة والواقع (وإنّا لصادقون).

یستفاد من مجموع هذه الکلمات والحوار الذی دار بین الأولاد والأب أنّ قضیّة سرقة بنیامین کانت قد شاعت فی مصر، وأنّ جمیع الناس علموا بأنّ أحد أفراد العیر والقافلة القادمة من کنعان حاول سرقة صواع الملک، لکن موظفی الملک تمکّنوا بیقظتهم من العثور علیها والقبض على سارقها، ولعلّ قول الاُخوة لأبیهم (وسأل القریة...) أی إسأل أرض مصر، کنایة عن أنّ القضیّة شاعت بحیث علم بها حتى أراضی مصر وحیطانها.


1. «فرّطتم» من مادّة «تفریط» وأصله من «فروط» على وزن شروط، ومعناه التقدّم، ولکن حینما یکون من باب التفعیل یأخذ معنى القصور فی التقدّم، وحینما یکون من باب الافعال (إفراط) یأخذ معنى الإسراف فی التقدّم والتجاوز عنه.
2. «القریة» لا تطلق عند العرب على القرى والأریاف خاصّة، بل یشمل جمیع الأریاف والمدن والقرى - الصغیرة منها والکبیرة ـ والمقصود منها فی الآیة هی مصر.
3. «عیر» کما یقول الراغب فی المفردات، تعنی الجماعة التی تصحب معها الإبل والدواب المحمّلة بالغذاء، أی یطلق على المجموع «عیر» فعلى هذا یکون السؤال منهم ممکناً لأنّ الکلمة تشمل الأشخاص أیضاً ولا حاجة للتقدیر، ولکن بعض المفسّرین ذهب إلى أنّ «العیر» یطلق على الدواب فقط فلابدّ من التقدیر کما هو الحال فی «القریة».
سورة یوسف / الآیة 80 ـ 82 1ـ من هو أکبر الإخوة؟
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma