برغم أنّ کثیراً من المؤمنین الخیرین یلقون فی هذه الدنیا جزاء أعمالهم الخیرة، کما هو الحال بالنسبة لیوسف حیث جوزی جزاءً حسناً، لعفافه وتقواه وصبره على البلاء، إذ لو کان آثماً لما اعتلى هذا المنصب، ولکن هذا لا یعنی أنّ على الإنسان أن ینتظر الجزاء فی هذه الدنیا ویتوهّم أنّ الجزاء یجب أن یکون مادیّاً وملموساً وفی هذه الدنیا ویرى تأخیر الجزاء ظلماً فی حقّه، لکن هذا التصوّر بعید عن الواقع، لأنّ الجزاء الأوفی هو ما یوافی الإنسان فی حیاته القادمة.
ولعلّ لدفع هذا التوهّم الخاطىء وإنّ ما جوزی به یوسف هو الجزاء الأوفی، یقول القرآن الکریم (ولأجر الآخرة خیر للّذین آمنوا وکانوا یتّقون).