یوسف أمیناً على خزائن مصر:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 6
سورة یوسف / الآیة 54 ـ 57 1ـ کیف إستجاب یوسف لطلب طاغوت زمانه؟

رأینا أنّ یوسف ـ هذا النّبی العظیم ـ ثبتت براءته أخیراً للجمیع، وحتى الأعداء شهدوا بطهارته ونزاهته، وظهر لهم أنّ الذنب الوحید الذی أودع من أجله السجن لم یکن غیر التقوى والأمانة التی کان یتحلّى بهما.

إضافةً إلى هذا فقد ثبت لهم أنّ هذا السجین منهل العلم والمعرفة والنباهة وطاقة فذّة وعالیة فی الإدارة، حیث إنّه حینما فسّر رؤیا الملک (وهو سلطان مصر) بیّن له الطرق الکفیلة للخلاص من المشکلة الاقتصادیة المتفاقمة القادمة.

ثمّ یستمر القرآن بذکر القصّة فیقول: (وقال الملک ائتونی به أستخلصه لنفسی) وهکذا أمر الملک باحضاره لکی یجعله مستشاره الخاص ونائبه فی المهمّات فیستفید من علمه ومعرفته وخبرته لحلّ المشاکل المستعصیة.

ثمّ أرسل الملک مندوباً لزیارته فی السجن، فدخل علیه وأبلغه تحیات الملک وعواطفه القلبیة تجاهه ثمّ قال له: إنّه قد لبّى طلبک فی البحث والتحقیق عن نساء مصر وإتّهامهنّ إیّاک، حیث شهدن جمیعهنّ صراحةً ببراءتک ونزاهتک فالآن لا مجال للتأخیر، قم لنذهب إلى الملک.

فدخل یوسف على الملک وتکلّم معه فعندما سمع من یوسف الأجوبة التی تحکی عن علمه وفراسته وذکائه الحادّ، إزداد حبّاً له وقال: إنّ لک الیوم عندنا منزلة رفیعة وسلطات واسعة وإنّک فی موضع ثقتنا وإعتمادنا (فلمّا کلّمه قال إنّک الیوم لدینا مکین أمین) فلابدّ أن تتصدّى للمناصب الهامّة فی هذا البلد، وتهتمّ بإصلاح الاُمور الفاسدة، وإنّک تعلم (حینما فسّرت الرؤیا) بأنّ أزمة اقتصادیة شدیدة سوف تعصف بهذا البلد، وفی تصوّری إنّک الشخص الوحید القادر على أن یتغلّب على هذه الأزمة.

فاختار یوسف منصب الأمانة على خزائن مصر، وقال إجعلنی مشرفاً على خزائن هذا البلد فإنّی حفیظ علیم وعلى معرفة تامّة بأسرار المهنة وخصائصها (قال اجعلنی على خزائن الأرض إنّی حفیظ علیم).

کان یوسف یعلم أنّ جانباً کبیراً من الاضطراب الحاصل فی ذلک المجتمع الکبیر الملیء بالظلم والجور یکمن فی القضایا الاقتصادیة، والآن وبعد أن عجزت أجهزة الحکم من حلّ تلک المشاکل واضطرّوا لطلب المساعدة منه، فمن الأفضل له أن یسیطر على اقتصاد مصر حتى یتمکّن من مساعدة المستضعفین وأن یخفّف عنهم ـ قدر ما یستطیع ـ الآلام والمصاعب ویستردّ حقوقهم من الظالمین، ویقوم بترتیب الأوضاع المتردیّة فی ذاک البلد الکبیر، ویجعل الزراعة وتنظیمها هدفه الأوّل وخاصّةً بعد وقوفه على أنّ السنین القادمة هی سنوات الوفرة حیث تلیها سنوات المجاعة والقحط، فیدعو الناس إلى الزراعة وزیادة الإنتاج وعدم الإسراف فی استعمال المنتوجات الزراعیة وتقنین الحبوب وخزنها والاستفادة منها فی أیّام القحط والشدّة.

وهکذا لم یر یوسف بُدّاً من تولیّة منصب الإشراف على خزائن مصر.

وقال البعض: إنّ الملک حینما رأى فی تلک السنة أنّ الاُمور قد ضاقت علیه وعجز عن حلّها، کان یبحث عمّن یعتمد علیه وینجّیه من المصاعب، فمن هنا حینما قابل یوسف ورآه أهلا لذلک أعطاه مقالید الحکم بأجمعها وإستقال هو من منصبه.

وقال آخرون: إنّ الملک جعله فی منصب الوزیر الأوّل بدیلا عن (عزیز مصر).

والاحتمال الآخر هو أنّه بقی مشرفاً على خزائن مصر ـ وهذا ما یستفاد من ظاهر الآیة الکریمة - إلاّ أنّ الآیتین 100 و101 واللتین یأتی تفسیرهما بإذن الله تدلاّن على أنّه أخیراً إستقلّ باُمور مصر، بدل الملک وصار هو ملکاً على مصر.

وبرغم أنّ الآیة 88 تقول: إنّ إخوة یوسف حینما دخلوا علیه نادوه باسم (یا أیّها العزیز) وهذا دلیل على أنّه استقلّ بمنصب عزیز مصر، لکن نقول: إنّه لا مانع من أن یکون یوسف قد إرتقى سلّم المناصب تدریجاً حیث کان فی أوّل الأمر مشرفاً على الخزائن، ثمّ جُعل الوزیر الأوّل، وأخیراً صار ملکاً على مصر.

ثمّ یقول الله سبحانه وتعالى مُنهیاً بذلک قصّة یوسف (علیه السلام): (وکذلک مکّنا لیوسف فی الأرض یتبوّأ منها حیث یشاء).

نعم إنّ الله سبحانه وتعالى ینزل رحمته وبرکاته ونعمه المادیة والمعنویة على من یشاء من عباده الذین یراهم أهلا لذلک (نصیب برحمتنا من نشاء).

وأنّه سبحانه وتعالى لا ینسى أن یجازی المحسنین، وإنّه مهما طالت المدّة فإنّه یجازیهم بجزائه الأوفی (ولا نضیع أجر المحسنین).

ولکن لا یقتصر سبحانه وتعالى على مجازاة المحسنین فی الدنیا، بل یجازی المتّقین والمحسنین بأحسن من ذلک فی الآخرة وهو الجزاء الأوفى (ولأجر الآخرة خیر للّذین آمنوا وکانوا یتّقون).

سورة یوسف / الآیة 54 ـ 57 1ـ کیف إستجاب یوسف لطلب طاغوت زمانه؟
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma