بحوث

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 6
رؤیا ملک مصر وما جرى له: سورة یوسف / الآیة 50 ـ 53

کم کان تعبیر یوسف لهذه الرؤیا دقیقاً ومحسوباً، حیث کانت البقرة فی الأساطیر القدیمة مظهر «السنة»... وکون البقرات سماناً دلیل على کثرة النعمة، وکونها عجافاً دلیل على الجفاف والقحط، وهجوم السبع العجاف على السبع السّمان کان دلیلا على أن یُستفاد من ذخائر السنوات السابقة.

وسبع سنبلات خضر وقد أحاطت بها سبع سنبلات یابسات تأکید آخر على هاتین الفترتین فترة النعمة وفترة الشدّة.

إضافةً إلى أنّه أکّد له على هذه المسألة الدقیقة، وهی خزن المحاصیل فی سنابلها لئلاّ تفسد بسرعة ولیکون حفظها إلى سبع سنوات ممکناً.

وکون عدد البقرات العجاف والسنابل الیابسات لم یتجاوز السبع لکلّ منهما دلیل آخر على إنتهاء الجفاف والشدّة مع إنتهاء تلک السنوات السبع... وبالطبع فإنّ سنةً ستأتی بعد هذه السنوات سنة ملیئة بالخیرات والأمطار، فلابدّ من التفکیر للبذر فی تلک السنة وأن یحتفظوا بشیء ممّا یخزن لها.

فی الحقیقة لم یکن یوسف مفسّراً بسیطاً للأحلام، بل کان قائداً یخطّط من زاویة السجن لمستقبل البلاد، وقد قدّم مقترحاً من عدّة مواد لخمسة عشر عاماً على الأقل، وکما سنرى فإنّ هذا التعبیر المقرون بالمقترح للمستقبل حرّک الملک وحاشیته وکان سبباً لإنقاذ أهل مصر من القحط القاتل من جهة، وأن ینجو یوسف من سجنه وتخرج الحکومة من أیدی الطغاة من جهة اُخرى.

مرّة اُخرى تعلِّمنا هذه القصّة هذا الدرس الکبیر وهو أنّ قدرة الله أکبر ممّا نتصوّر، فهو القادر بسبب رؤیا بسیطة یراها جبابرة الزمان أنفسهم أن ینقذ اُمّة کبیرة من فاجعة عظیمة، ویخلّص عبده الخالص بعد سنین من الشدائد والمصائب أیضاً.

فلابدّ أن یرى الملک هذه الرؤیا، ولابدّ أن یحضر الساقی عنده ویتذکّر رؤیاه فی السجن، وترتبط أخیراً حوادث مهمّة بعضها ببعض، فالله تعالى هو الذی یخلق الحوادث العظیمة من توافه الاُمور.

أجل، ینبغی لنا توکید إرتباطنا القلبی مع هذا الربّ القادر ..

الأحلام المتعدّدة فی هذه السورة، من رؤیا یوسف نفسه إلى رؤیا السجینین إلى رؤیا فرعون مصر، والإهتمام الکبیر الذی کان یولیه أهل ذلک العصر بالنسبة لتعبیر الرؤیا أساساً، یدلّ على أنّ تعبیر الرؤیا فی ذلک العصر کان من العلوم المتقدّمة، وربّما وجب ـ لهذا السبب ـ أن یکون نبی ذلک العصر ـ أی (یوسف) ـ مطّلعاً على مثل هذا العلم إلى درجة عالیة بحیث یعدّ إعجازاً منه.

ألیست معاجز الأنبیاء یجب أن تکون من أبرز العلوم فی زمانهم، لیحصل الیقین ـ عند العجز من قبل علماء العصر ـ بأنّ مصدر العلم الذی یحمله نبیّهم هو الله!.

رؤیا ملک مصر وما جرى له: سورة یوسف / الآیة 50 ـ 53
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma