فی الآیات المتقدّمة إشارة إلى مکر النسوة (طبعاً النساء اللائی لا إرتباط لهنّ بشیء إلاّ هواهنّ کامرأة العزیز) وهذا المکر والتحیّل الموصوف بالعظمة (إنّ کیدکنّ عظیم) یوجد منه فی التاریخ والقصص التاریخیّة أمثلة کثیرة، حیث تکشف إجمالا أنّ النساء اللائی یسوقهنّ هواهنّ یرسمن خططاً لا نظیر لها من نوعها.
رأینا فی القصّة المتقدّمة کیف أنّ امرأة العزیز بعد الهزیمة فی عشقها وإفتضاح أمرها، برّأت نفسها بمهارة واتّهمت یوسف ولم تقل إنّ یوسف قصد السوء بی، بل إفترضت ذلک أمراً مسلّماً به. وإنّما سألت فقط عن جزاء مثل من یعمل هذا العمل!! جزاءً لا یتوقّف على السجن فحسب، بل یأخذ أبعاداً اُخرى غیر محدودة.
ونرى أیضاً أنّ هذه المرأة فی مقابل لوم نسوة مصر لها إذ عشقت غلامها ـ فی الآیات التالیة ـ تستعمل مثل هذا المکر أو الخداع، وهذا تأکید آخر على مکر مثل هؤلاء النسوة!